كتاب محمد عمارة داعية الإحياء والتجديد الإسلامي

المواطنة، حتى لا تكون منحةً يسمح بها حكام ويمنعها اخرون (1).
ويعمد الدكتور محمد عمارة للتاريخ الإسلامي، ليستلهم منه ما يؤيد قوله
في المواطنة بالدليل العملي الواقعي، فهو يرى أنّه في العهد الذي كتبه
الرسول ك! ياله لنصارى نجران عام (0 أهـ)، الذي أكد فيه: أنّ لهم كامل
المساواة مع المواطنين المسلمين في حقوق المواطنة وواجباتها، وأنَّ هذ!
العهد عامّ لكلِّ مَنْ يتدّينُ بالنصرانية عبر الزمان والمكان، وعندما أباح
الإسلام زواج المسلم بالكتابية، أسس ذلك على شرط ومبدأ احترام المسلم
لعقيدتها الدينية، لأنه يعترف بهذ 5 العقيدة، ومكلّف باحترام حرية الاعتقاد
لاصحابها (2).
وقرر الإسلام حقوق المواطنة لغير المسلمين، فنصّتِ الشريعةُ على:
حماية الأنفس والدماء والاموال والاعراض وأماكن العبادة والحريات،
ويرى الدكتور محمد عمارة أنّه في الوقت الذي قررت الشريعة الإسلامية
حقوق المواطنة قررت أيضأ واجبات الموإطنة، فنصّت على أنْ يكون الولاء
والانتماء للوطن، وليس للأعدإء الذين يتربصون بالوطن وأهله (3).
وبذلك فهو يرى أنَّ الإسلام وشريعته السمحة - وليست العلمانية - قدما
كامل حقوق المواطنة وواجباتها منذ قيام الدولة الإسلامية في المدينة
المنورة، بعكس أوروبة التي لم تعرف المواطنة إلا على أنقاض الدين، بعد
انتصار العلمانية على الكنيسة، لذلك جاءت مواطنة علمانية.
(1)
(2)
(3)
الدكتور محمد عمارة: المواطنة وأهل الديانات الوضعية، المصريون،
19/ 3 /2007 م.
الدكتور محمد عمارة: المواطنة كما أسسها محمد! شًي!، المصريون، ه /
3/ 07 20 م.
الدكتور محمد عمارة: المواطنة والتعددية الدينية، المصريون،
2007/ 7/12 م.
55

الصفحة 55