لذلك يرى أنّ الإسلام منذُ مجيئه أحدث ثورة إصلاحية. . في نظر الأديان
والنظم السابقة عليه، فجاء الإسلام فسلك الاختلافات في إطار الوحدة،
وجعل التنوّع هو السنة والقاعدة والقانون، وقرر الإسلام أنَّ الاَخَر هو جزء
من الذات، وذلك لاول مرة في تاريخ الشرائع والأمم والدول
والحضارات (1).
ويرى انّ المواطنة هي تفاعلٌ بين الإنسان المواطن وبين الوطن الذي
ينتمي إليه، فهي علاقةٌ بين طرفين، وعليها العديد من الحقوق والواجبات،
وشروط المواطنة: لا بدَّ أن يكون انتماءُ المواطن وولاؤه كاملين للوطن،
يحترم هويته، ويؤمن به، وينتمي إليه، ويدافع عنه، وهذا الولاء يستلزم
البراءَ من اعداء هذا الوطن (2).
ويؤكد الدكتور محمد عمارة انَّ الإسلام أكد الحرية الدينية لغير المسلمين
الذين يعيشون في ظل المجتمع الإسلامي، فالحق في المغايرة قدّسها
الإسلام، عندما نفى وجود الدين والتدين مع وجود الإكراه: " لَاَ إِ 2اهَ فِى
اَلدِّيئِ! د تَّجَيًنَ ألرُّشدُ مِنَ ألغَى فَمَن يَكفُر بأِلطعوتِ وَلُؤمِى بِأدلًهِ فَقَدِ آشتَتسَكَ
بِاَلْعُؤَهِ اَئوُثقَئ لَا اَنفِصامَ لَهَا وَاَدلَّهُ فِيُ عَلِيم " أ البقرة: 6 5 2).
ولذلك نصّ ميثاقُ الرسول ع! ي! لنصارى نجران على أنه: لا يجبَرُ أحدٌ
ممن كان على ملة النصرانية كرهأ على الاسلام: "! وَلَاتُجَدِلُوا آَهلَ
اَلتت إِلَّا بِاَثَتِى هِىَ أَضَنُ إِلَّا آلَّذِيئَ ظَلَمُوْا ضهُض وَقُولُوا ءَامَا بِألَّذِى أُنزِلَ إِلتنَا
وَأُنزِلَ إِلَمْ وَإِلهنَا وَإِلهكُتم ؤَصِد وَنَخنُ لَو مُ! لِمُونَ " أ العنكبوت: 46)،
(1)
(2)
الدكتور محمد عمارة: الإسلام والأقليات، مكتبة الشروق الدولية،
القاهرة، 03 0 2 م، ص 2 1.
الدكتور محمد عمارة: مفهوم المواطنة في التشريع الإسلامي،
المصريون، 26/ 2/ 07 0 2 م.
56