ويخفض لهم جناح الرحمة، ويكف عنهم أذى المكروه حيث كانوا وأين
كانوا من البلاد (1).
وبذلك أثبت الدكتور محمد عمارة أنَّ المواطنة تقليدٌ إسلامي، وجد مع
الإسلام منذ البداية، لذلك يدافع الدكتور محمد عمارة بقوة ضد تحويل
المجتمع إلى طوائف ومذاهب كما تحاول بعض الدول الكبرى أن تفعل الاَن
في بلدان العالم الإسلامي، فيرى: "أنّ الوحدة المذهبية لأي مجتمع من
المجتمعات هي مصدر هام من مصادر قوة هذا المجتمع، وتماسك نسيجه
الوطني. . تعينه على الصمود في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية،
لذلك فإنَّ خلخلةَ الوحدة المذهبية في المجتمعات يحولها إلى مجتمعات
طائفية هشة لا قوام لها على الصمود في وجه الغزاة " (2).
رابعاً: الصراة:
هناك العشرات من الاتهامات التي تقدّمها المدارس الاستشراقية المتعصبة
ضد الإسلام وشريعته، وفي مقدمة تلك الاتهامات وضع المرأة في
الإسلام، وأنها مجرد متاع للرجل، وأنَّ الاسلامَ انتقص حقوقها مثل
الميراث لدرجة أنَّ البعض طالب بتعديل النصوص القراَنية نفسها لإنصاف
المرأة حسب قولهم، بل إنّ بعض أبناء المسلمين كالدكتور نصر حامد
أبو زيد يرى أنَّ الإسلامَ لم يعطِ المرأة حقوقها كاملة في الميراث، وأنه إذا
كان الإسلام قد أعطى المرأة نصف ميرإث الرجل منذ أربعةَ عشرَ قرنأ من
الزمان، فعلينا الان أن نساويها بالرجل في الميراث.
لذلك انبرى الدكتور محمد عمارة للدفاع عن أوضاع المرأة في الإسلام
(1)
(2)
الدكتور محمد عمارة: الإسلام والأفليات، مرجع سابق، ص 16.
الدكتور محمد عمارة: هشاشة المجتمع الطائفي، المصريون،
2007/ 5/7 م.
57