مثل الرجل في ثلاثين حالة، بينما ترث أقل منه في أربع حالات فقط، وانّ
الحكمةَ في توزيع الميراث في الإسلام تراعي موقع الجيل الوارث، فتمنح
مَنْ يستقبل الحياة نصيبأ أكبر، كما تراعي درجة القرابة.
وفي موضوع قوامة الرجل ذكر الدكتور محمد عمارة أن المقصود بها هو
المسؤولية لا الدكتاتورية، لذا دعا إلى أن تعملَ المراةُ متعاونة مع الرجل في
العمل العام بهدف إصلاح أحوال المجتمعات الإسلامية (1).
ومن خلال كتابات ومحاورات الدكتور محمد عمارة في موضوع المرأة
يتّضحُ لنا النظرة السامية التي أولاها الإسلام للمراة، فالإسلام لا يرى المرأة
مجرد زهرة، ينعم الرجل بشم رائحتها، وإنما هي مخلوق عاقل مفكر، له
رأي، ولرايها قيمته ووزنه.
ويذكر انَ أول جمعية نسائية كانت قد تأسست في عهد النبوة، فقد كان
النساء يجتمعن ويتفقن، ومن ثَمّ يوفدن مندوبة عنهن، هي: اسماء بنت
السكن -الملقبة بخطيبة النساء- إلى الرسول ع! يوّ الذي كان يُسَرُّ بحسن أدبها
في الخطاب، وكانت تعرِّف بنفسها قائلة: "أنا وافدة النساء إليك ".
هذه هي المرجعية الإسلامية التي يراها الدكتور محمد عمارة في تحرير
المرأة، والخلاف مع العلمانيين حول الأمر نفسه: أن الأخيرين يتبنون
النموذج الغربي لتحرير المرأة، وهو الذي أراد للمرأة ان تكون: "الند
المماثل للرجل، بينما النموذج الإسلامي لتحرير المراة يرى في المرأة:
الشق المكمل للرجل، والمساوي له أيضأ، فيحتفظ لها بتميزها كانثى،
دون أن ينتقص من مساواتها للرجل كإنسان " (2).
(1)
(2)
محاضرة للدكتور محمد عمارة في الملتقى الثقافي النسائي بجدة،
2006/ 7/23 هـ.
الدكتور محمد عمارة: هل الإسلام هو الحل؟ لماذا وكيف؟، دار
الشروق، القاهرة، 415 اهـ- 990 ام، ص 137.
59