خامساً: الوحدة الإسلامية:
مع الضعف الذي حل بالعالم الإسلامي؟ بداية بالسيطرة الاستعمارية على
بلدانه المختلفة، التي وصلت إلى قمتها في القرن التاسع عشر الميلادي،
وكانت ذروة التدهور سقوط الخلافة العثمانية، وهي اَخر خلافة إسلامية
شهدها العالم، وبدأ المسلمون في التفكير في الوحدة الإسلامية، بدأ ذلك
السيد جمال الدين الأفغاني في فكرة الجامعة الإسلامية، وتنوعت المشاريع
والأفكار، وتعددت الرؤى حول هذا الأمر، الذي بلغ قمته بعد سقوط
خلافة ال عثمان (924 ام)، فمن محاولات إحياء الخلافة يأتي الدكتور
محمد عمارة وهو يحمل مشروعأ فكريّأ متكاملاً للوحدة الإسلامية في إطار
الإسلام.
يرى الدكتور محمد عمارة أنّ الإسلام أنجزَ للمؤمنين الوحدة والاتحاد في
خمسة جوامع مثلت الإنجازَ الوحدوي، وهي: وحدة العقيدة، وحدة
الشريعة، وحدة الأمة، وحدة الحضارة، وحدة دار الإسلام، وفي كل
إطار جامع من هذه الجوامع هناك التنوع والتمايز في فروع التصورات
والاجتهادات والمصالح والعادات والتقاليد والأعراف (1).
ويؤكد الدكتور محمد عمارة على أن الوحدانية هي فقط دلّه سبحانه
وتعالى، وأنّ التنوع والتعدد والتميز هو سنة إلهية كونية مطردة في سائر
العوالم، وهذه التعددية في إطار وحدة الأصل الذي خلقه اللّه تعالى، وعلاقة
الفرقاء المتمايزين والمختلفين والمتعددين يجب أن تظلَّ في إطار الجوامع
(1)
الدكتور محمد عمارة: جوامع الوحدة الإسلامية، موقع عمرو خالد.
الدكتور محمد عمارة: التعددية - الرؤية الإسلامية والتحديات الغربية،
نهضة مصر، 997 ام، ص 6.
61