كتاب محمد عمارة داعية الإحياء والتجديد الإسلامي

الموحدة، وعند مستوى التوازن والعدل والوسطية (1).
وهنا نجد أن الشريعة الإسلامية وضعت العديد من القواعد والروابط حتى
تتحقق الوسطية سواء في المجتمع الواحد، أو في العلاقات الدولية بين
الدول والمجتمعات، وهو حفاظ منها على إتاحة الفرص لنمو الخصوصيات
الفردية في إطار جامع الأمة والمجتمع والاجتمإع.
ويذكر الدكتور محمد عمارة أنَّ هناك ثوابتأ تعتبر بمنزلة روابط جامعة،
فهي أشبه بالمواد اللاصقة التي توحد الامة، وهو يقر الاختلاف والتمايز،
ويرى انّ الجماعات تتغير عبر مسيرتها الحضارية الطويلة، وتتغير باختلاف
اقاليم شعوبها، وتعدد الألسنة، ومن ثَمَّ تعدد القوميات، وتمايز العادات
والتقاليد، وذلك دون أن تفقد هويتها.
ويؤكد الدكتور محمد عمارة أن الإسلام لا يريد صب المجتمع في قالب،
ولا يقسر اقاليم واوطان العالم الإسلامي على سلطة واحدة مركزية، وإنما
يتيج لتنوع الشعوب والقبائل جامعأ لها في إطار الجوامع الإسلامية الخمسة (2).
هنا تتضح رؤية الدكتور محمد عمارة في ان يعمل المسلمون في الأقاليم
والدول المختلفة وفق الاظر الجامعة، وهي الأطر الخمسة: وحدة العقيدة،
وحدة الشريعة، وحدة الأمة، وحدة الحضارة، وحدة دار الإسلام، دون
الوحدة الاندماجية والخضوع لسلطة مركزية واحدة، لأن ذلك يتعارض مع
عوامل كثيرة داخل واقع المسلمين، وأيضأ عوائق خارجية، بل إنه يتناقض
مع الطبيعة، بينما العمل داخل إطار الوحدة باطرها المذكورة آنفأ يحقق
(1)
(2)
الدكتور محمد عمارة: تنوع في إطار الوحدة الإسلامية، موقع عمرو
خالد.
الدكتور محمد عمارة: تنوع في إطار الوحدة، رقم (3)، موقع عمرو
خالد.
62

الصفحة 62