كتاب محمد عمارة داعية الإحياء والتجديد الإسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد للّه، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين: محمد بن
عبد اللّه، وعلى آله وصحبه اجمعين.
منذ سنوات دراستي الجامعية الأولى كنت أقرأ مقالات الدكتور محمد
عمارة بإعجاب شديد، فهو عقلاني في تفكيره، منطقيّ في براهينه، يبتعد
عن العواطف في ردوده التي تتسم بالعمق الشديد، وهو موسوعي في
ثقافته، التي تجمع بين الاصالة والمعاصرة، وهو كذلك له اوّلع واسع على
الثقافة الغربية بكل ما أنتجته من افكار واتجاهات، لكل ذلك اقتنعت بجملة
قالها الشيخ محمد الغزالي رحمه اللّه: إن الدكتور محمد عمارة قلعة من قلاع
الإسلام في القاهرة، فكُتب الرجل التي تعدَّت المئة والخمسين كتابأ،
ومناظراته ضدَّ العلمانيين، كل هذا يعتبر قلعة حصينة للإسلام ضد خصومه.
وعندما طلب مني الأستاذ محمد علي دولة حفطه إدلّه أن أكتب عن الدكتور
محمد عمارة في سلسلة دار القلم "علماء ومفكرون معاصرون: لمحات من
حياتهم، وتعريف بمؤلفاتهم "، كانت سعادتي غامرة، فقد جاء الوقت الذي
أردُّ فيه جزءاً من الجميل لهذا المفكِّر الذي تربينا على كتبه؟ وكانت زاداً فكريّأ
لنا، وسعدت أيضأ لأننا بذلك خرجنا على التقليد العربي المعروف أننا
لا بمَرِّم أحداً من الاخياء إلا نادراً، وننتظر انتقالهم للعالم الاَخر حتى نكتبَ
عنهم وعن فكرهم، وهذا التقليد الجديد سوف يكون له إثز كبيز على
المكرَّمين الاخياء، أمدَّ اللّه في أعمارهم.
7

الصفحة 7