كتاب محمد عمارة داعية الإحياء والتجديد الإسلامي

والعزف، فإنّها أحاديث معلولة بمقاييس علم الجرج والتعديل، وأوردَ
نماذجَ عديدة منه!.
وناقش آراء ابن تيمية في هذا الموضوع، واوضج انّه في عصره كإن
يواجِهُ واقعأ فكريّا صعبأ، والإسلام كإن يواجه تراجعأ حضارئا آنذاك، كما
علينا أن نميّز بين أنواع الغناء التي ظهرت في عصره، فما قصده ابن تيمية
بالتحريم هو الغناء الماجن الفاحس، وقد أحل السماع الحلال البعيد عن
المجون والفسق.
وفي نهاية بحثه ونفاشه نجد أنّه يذكر أنَ القضية فعلأ محسومةٌ في
الكتاب والسنة، واجتهادات المجتهدين من ففهاء المسلمين، وأن الخلاف
بين الإسلام وهذه الفنون خلافٌ موهومٌ لا يقومُ على أساس ولا دراسة،
وأنَّ أصحاب هذه الخصومة لم يرجعوا إلا إلى ففهاء التفليد في فترات
الجمود.
ومفا يدلُّ على المنهجية العالية أن المؤلف أوردَ في نهاية الكتاب عِدَةَ
ملاحق عبارة عن نصوص فتاوى ابن تيمية في هذا الموضوع، وايضأ
نصوص لابن حزم الاندلسي، وللغزالي في الموضوع نفسه، وهي حجج
دامغة حتى يوضمجَ النمنفسَ الرأي الذي يتبنإه المؤلف، ولا يتهم باجتزاء
النص.
ويلاحظ في منهج الدكتور محمد عمارة في هذا الكتاب أنه يربط بين رأي
الفقهاء والواقع المعاش في عصرهم، وأثره على اقوالهم، كما في حالة ابن
تيمية، كما أنّه يوضج ويميّزُ بين انواع السماع والفنون والغناء، فالغناء ليس
كله نوعأ واحداً، وهذا الرأي امتداد لمدرسة الإحياء الديني الإسلامي التي
تزعّمها الشيخ محمد عبده في العصر الحديث، والتي أوضحت انَّ الإسلامَ
أحلَّ هذه الفنون.
80

الصفحة 80