كتاب محمد عمارة داعية الإحياء والتجديد الإسلامي

2 - الإسلام والأمن الاجتماعي (1):
دعت ظروفُ العصر الذي نحياه الان إلى عودة الطبقية الشديدة البغيضة،
فأصبج هناك سكّان المقابر، وهناك سكّان الشقق الفاخرة، والقصور
الفارهة، وعلى المستوى العالمي أصبج عشرون في المئة من سكان الغرب
يملكون ثمانين في المئة من ثروات الشعوب، ممّا هدّد الامن الاجتماعي
داخل المجتمعات، والمجتمعات العربية هي الاخرى أصبحت تعاني من
الطبقية البغيضة بشكل يهدد بالانفجار.
دفع ذلك الدكتور محمد عمارة للصرخة والتحذير من هذا الوضع الذي
يؤدي إلى الإخلال بالامن والسلام الاجتماعي في المجتمع، وعلى مستوى
العلاقات بين الدول، وهو ما بدأ يحدث بالفعل في الوقت الحاضر.
وهو يبدأُ بتعريف الأمن الاجتماعي بأنّه الطمأنينة التي تنفي الخوف
والفزع عن الإنسان، فردإً كان أو جماعة في سائر ميادين العمران الدنيوي،
بل أيضأ في الاخرة، وإلامن لا بدّ أن يكون اجتماعيّأ، ولا قيمة له إذا لم تعمَّ
ثمراته واَثار 5 دنيا الالمحراد، وبالرغم من وجود العديد من الحركات الاصلاحية
التي تنادي بهذا الاتجا 5 في الوقت الحاضر، فإنَّ التراث الإسلامي سبق
الجميع إلى ذلك، واستخدم الأئمةُ والمصلحون المسلمون مصطلحَ الأمن
المطلق والأمن العام ويراد بهما الأمن الاجتماعي، وهي محاولة ذكية وجيدة
لتأصيل المفاهيم الإسلامية، وردها لجذورها الأولى.
وبناءً على القاعدة الشرعية التي تقول: (إن ما لا يقوم الواجب إلا به
فهو واجب) جعلت الرؤية الإسلامية إقامةَ مقوّمات الامن الاجتماعي
الأساس الذي يقوم عليه الدين، وبذلك أصبحت هذه المقومات واجبأ
(1)
صدر هذا الكتاب عن مكتبة دار الشروق -القاهرة 998 ام، وعدد صفحاته
138 صفحة.
81

الصفحة 81