دينيّأ، وفريضة شرعية، وضرورة لا قيام للدين إلا بتحقيقها (1).
ناقش الدكتور محمد عمارة في هذا الكتاب مصادر الخوف وسبل الأمن
في مجتمعنا المعاصر، وبئن موقفَ الإسلام منها، وهي محاولة موفقة منه
لبيان موقف الإسلام من القلق الذي يعيشه الإنسان في وقتنا الحاضر.
فمن القضايا التي ناقشها: الأمن الاجتماعي على المعاش الإنساني،
فدعا لفهم نظرية الاستخلاف في الأمن، لأنها تبين موقف الإسلام من علاقة
الإنسان بالثروات والأموال، وحقوقه في الخيرات والكنوز التي خلقها اللّه
سبحانه وتعالى.
فتوزيع الثروات والأموال يجب أن يراعى فيه أولاً وقبل كل شيء كفاية
الحاجات لمجموع الأمة، وبعد ذلك يكون التفاوت في الحيازات حتى
لا يزدادَ غنى الأغنياء، وفقرَ الفقراء، وكما يكون الكنز المحرم والمنهي عنه
بحبس المال واحتجازه عن سائر وجوه الإنفاق والاستثمار، فإنه يكون
محرمأ ومنهيّأ عنه إذا كان إنفاقه في غير سبيل اللّه ومصالج الامة، فاستثمار
العفو الزائد عن كفاية الحاجات لا بدّ أن يكون في سبيل اللّه، أي في عمران
الأمة القائمة في سبيل اللّه (2).
وفي الكتاب نقاشٌ جادّ حول التكافل الاجتماعي في الإسلام، وتحريم
الاستغلال الربوي، وناقش مقولة أنَّ الترف هو بداية التراجع للخط البياني
للعمران الحضاري، لأنَّ ترفَ المال تنفرد به القلة الغنية التي تستبد
بالسلطة، بينما تقع الفاقةُ على جماهير الفقراء المحرومين الذين يقع عليهم
الطغيان، وهو ما يؤدي للجور، ويعتبر بذلك خروجأ عن العدل الذي هو
روح الإسلام.
(1)
(2)
الإسلام والأمن الاجتماعي، ص 18.
المصدر السابق، ص 0 5.
82