كتاب محمد عمارة داعية الإحياء والتجديد الإسلامي

وناقش عدة قضايا: منها: الموقف الإسلامي من الأقليات، وهو هنا
يستخدم منهج المقارنة، فيبين موقف الحضارات القديمة من الالمحليات التي
كانت تعيش داخل مجتمعاتها؟ مثل: الرومان واليونان، ثم يوضّجُ موقف
الإسلام الذي احترم التعددية، فأعطى لأهل الذمة الحقوق الكاملة
للمواطنة، وهو هنا لا يكتفي بالشرح النظري للقواعد التي جاء بها الإسلام،
بل يأتي بالنماذج التي طبقت في الواقع المعاش والعملي في الدول
الإسلامية، فيأتي بالنظرية والتطبيق.
وناقش قضيةً غايةً في الأهمية والخطورة؟ وهي اعتراف الإسلام بالاَخَر
الديني، وبحق هذا الاَخر في المغايرة الدينية، وهو ما تميّزَ به الإسلام عن
كل الاَخرين، ولهذا السبب جازَ زواجُ المسلم من الأخرى "الكتابية" لأنه
يعترف بدينها (1).
ولا ننكر وجودَ بعض التوترات الطائفية التي شهدتها المجتمعات
الإسلامية في تاريخها، وألحقت قدراً من الضيق والادى بالأقليات (2)،
ويتخذها اعداءُ الإسلام فرصةً لإلصاق التهم بالإسلام وموقفه من الأقليات،
ويرى الدكتور محمد عمارة أن هذه التوترات كانت أغلب أسبابها وافدةً على
الموقف الإسلامي الثابت، فهي تُرَدُّ لأسباب محلية، ولا تعود لمبادئ
التعصب وعدم التسامح.
(1)
(2)
وهو يناقشها في ظلّ العصر الذي حدثت فيه، ويوضّجُ عواملها،
الإسلام والأقليات؟ الماضي - الحاضر - المستفبل، ص 71.
المصدر السابق، ص 24، قلت: لانّ تلك الأقليات آذت الأكثرية
المسلمة في بعض فترات التاريخ، خاصة عند الغزو الأجنبي لديار
الإسلام، وهذا ما حمل الأكثرية على الانتقام عند زوال الخطر، فالجرم
الأول تسبب في الجرم الثاني (ن).
84

الصفحة 84