وناقش في الكتاب قضية العمل العام، ورأى أنَّ الإسلام جعل منها
فريضة واجبة، لإصلاح أحوال المجتمع الإسلامي، وانطلاقأ من تشريع
القرآن والسنة لهذ 5 الفريضة الاجتماعية إزاء فكر حضارتنا الإسلامية جعل
"إيجاب الثورة طريقأ لتغيير مجتمعات الجور والفسق والضعف والفساد" (1).
وتأتي أخطر قضية في الكتاب: قضية المعارضة، ففي الوقت الحاضر
يردّد العديدُ من الجماعات الإسلامية انَّ مَنْ مات وليس في عنقه بيعةٌ للإمام
مات ميتة جاهلية، وهم بترديدهم هذ 5 الأحاديث يوجبون الطاعة للأمراء
على الكافة، ويحرّمون المعارضة، ويجعلونها إثماً دينيّاً، وخطيئةً يرتدُ
صاحبه! إلى الجاهلية بعد الأسلام!. .
يناقش الدكتور محمد عمارة هذا الرأي، ولكنّه يذكر أنّ البيعة التي
قصدها الرسول! سًي! هنا كانت بيعة الرسول لمجي! بصفته الدينية، ولم تكن بيعة
له بصفته رئيسأ للدولة (2)، وبذلك فهذ 5 المأثورات توظف في غير موضعها
الصحيج، لذا يجب أن نميّزَ بين البيعة الدينية والبيعة السياسية.
ويعلّمنا الرسول! ي! أن أفضل الجهاد كلمة حق أمام سلطان جائر، وهذا
هو الفكر الذي وصفه المسلمون بالمعارضة في الممارسة والتطبيق، وهنا
يؤيدُ ويؤكد الدكتور محمد عمارة على أن معارضة المنكر فريضة واجبة في
شريعة الإسلام سواء كانت هذ 5 المعارضة فردية وتلقائية أم جماعية منظمة في
صورة جمعيات وأحزاب.
(1)
(2)
الإسلام وحقوق الإنسان، ص 75.
قلت: لا دليل على هذا التخصيص، فالبيعة لا تمنع الامر بالمعروف
والنهي عن المنكر الذي هو واجب الأمة تجاه الحاكم المسلم، فالدين
النصيحة دلّه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم، وعمر بن الخطاب
رضي اللّه عنه الذي أجمعت الأمة على بيعته لم يمنع الامر بالمعروف
والنهي عن المنكر، وكذلك الأمة لم تتنازل عن هذه الفريضة (ن).
88