كتاب محمد عمارة داعية الإحياء والتجديد الإسلامي
ومعوقة إلى مرحلة حافلة بقدر عظيم من الاستنارة، وانتقل به إلى مرحلةحضارية جديدة.
ويذكر الدكتور محمد عماره نصوصَ المصادر الإسلامية من الكتاب
والسنة، بما يؤيد مشروعية الثورة بل ووجوبها في الإسلام، وهو يستدلُّ
بعدد من الاَيات القرآنية، وكذلك بعدد من الأحاديث النبوية في هذا الأمر،
وبناءً على ذلك ناقش إنجازات الإسلام الثورية في واقع الإنسان العربي في
المجالات السياسية والاجتماعية والفكرية.
وناقش الإجراءات الثورية التي تمَّتْ في عهد عمر بن الخطاب رضي اللّه
عنه كنموذج إسلامي رائع وراقٍ، كذلك ضرب لنا المثل بإجراءات علي بن
أبي طالب رضي اللّه عنه، وقال: إنَّ عبقرية علي رضي اللّه عنه أدركتْ
ما نسميه الان: "المضمون الاجتماعي والاقتصادي للوطنية ".
ناقش طبقات المجتمع الإسلامي، والعلاقة بين هذه الطبقات، وأفرد
جزءاً كبيراً للحديث عن الذين يفلحون الارض ومكانتهم في فكر علي بن أبي
طالب رضي اللّه عنه الاجتماعي، وقد جعل مكان هذه الطبقة أبرزَ طبقة
عند 5، وكان يوصي بهذه الطبمة ولاته في الولايات الإسلامية المختلفة،
ووضع الإمام علي رضي اللّه عنه مجموعةً من القواعد والوصايا التي ترسُم
العلاقة بين الجهاز الحكومي الذي يجمع الخراج وبين الفلاحين، وفي إسارة
عامة يبين موقف الإمام من بقية الطبقات في المجتمع.
كما ناقش قضية في منتهى الخطورة؟ وهي: موقف الحاكم المسلم من
أموال المسلمين؟ وحقوقه في التصرف فيها.
ويؤكد الدكتور محمد عمارة على أنّ الفكر الإسلامي استمرّ طوال عهد
الخلفاء الراشدين على ولائه لمشروعية الثورة، وكان الخلاف فقط محصوراً
90
