كتاب محمد عمارة داعية الإحياء والتجديد الإسلامي

فكراً وتمويلاً، فانطلقت الدعوات للثورة على كل الموروث مقدسأ كان أ و
حضاريّأ، وانطلقت الدعوةُ لإحلال المنظومة الغربية محلّ الإسلامية، وبناء
على ذلك بدأ الحديثُ عن تحطيم المقدسات، مثل: العفة، والبكارة،
والالتقاء الجنسي دون قيود وضوابط الشرع، واللواطة، والسحاق.
وهناك نموذجٌ آخر مضاد يرى الحفاظ على أوضاع المرأة كما هي للحفاظ
على النوع البشري، وربطوا بين التقاليد والعادات والأعراف وبين الإسلام،
ونسي أصحابُ الاتجاهين: النموذج الإسلامي الصحيح للمرأة في الإسلام
المعبِّر عن روح التحرير الإسلامي للمراة وإنصافها، والمساواة بين النساء
والرجال، فهي مساواةُ تكاملِ الشقين المتمايزين، لامساواة الندين
المتماثلين والمتنافرين.
ويرى الدكتور محمد عمارة أنَّ هذا النموذجَ الوسطيَّ ينطلق من الاجتهاد
الإسلامي الحديث والمعاصر الذي أولى المراة ما تستحق وما يجب لها من
العناية والرعاية، كطرف أصيل في المشروع النهضوي المنشود، الذي
استهدفه تيار الإحياء والاجتهاد والتجديد، مستنداً إلى القراَن الكريم وإلى
تطبيقات التحرير الإسلامي للمرأة في مواجهة تصورات ونماذج الغلو
الإسلامي، وأيضأ في مواجهة الغلو العلماني، فيدافع عن الرؤية الوسطية
التي يثبتها الدكتور محمد عمارة ضمن مشروعة الفكري: الوسطية في
الإسلام.
عمل الدكتور محمد عمارة على مناقشة هذا الرأي، ورد الشبهات
الموجهة إليه، وحصرها في خمس شبهات، هي:
1 - إن ميراث الأنثى نصف ميراث الذكر.
2 - إن شهادة المرأة نصف شهادة الرجل.
3 - إن النساء ناقصات عقل ودين.
92

الصفحة 92