رفاعة الطهطاوي، وجمال الدين الأفغاني، ومحمد عبد 5، وموقفهم بين
التنوير الغربي والتجديد الإسلامي، وردّ على من ادعى أن الفرسان والرواد
الثلاثة كإنوا تنويريين على النموذج الغربي، مستخدمأ الأدلة والبراهين،
ومستنكراً هذا الصنيع الذي يضع "الإيمان والإلحاد" في سلة واحدة، والذي
يخلط التنوير الغربي العلماني بالتجديد الإسلامي هو صنيع يرقى في نظرنا إلى
مستوى التزوير، الذي يستدعي وقفة علمية موضوعية تتحقق فيها بالرجوع
إلى كتابات أعلام "التجديد الإسلامي " من صدق وصحة هذه الدعوى (1).
8 - هل الإسلام هو الحل؟ لماذا؟ وكيف؟ (2):
في العصر الحديث ترفع بعضُ الجماعات الإسلامية شعارَ (الإسلام هو
الحل)، ولكنْ ما هو البعدُ التاريخي لهذا الشعار؟ ذلك أنّ الوحي جاء من
عند اللّه ليقولَ للناس: إنّ الإسلام هو السبيل والطريق المستقيم، ومنذ عصر
البعثة وحتى الاحتكاك الحضاري بين الشرق والغرب منذ قرنين من الزمان لم
تكن هناك حاجة لرفع هذا الشعار؟ لا! المرجعيةَ السائدةَ كانت المرجعيةَ
الإسلاميةَ، ولكن بعد ظهور التيارات الغربية والنموذج الغربي الوافد الذي
أخذ يزاحم النموذج الإسلامي، بدأ هذا الشعار في الظهور وبدأت الكتابات
التي تشرحه وتؤيده.
فكان هذا الكتاب الذي حاول فيه الدكتور محمد عمارة بيان وتوضيح أنّ
الإسلام مشروغ متكامل للحياة، ويقدّم حلولاً للحياة العصرية المناسبة لكل
زمان، في مختلف مجالات الحياة.
(1)
(2)
الإسلام بين التنوير والتزوير، ص 228.
صدرت الطبعة الاولى لهذا الكتاب عام 415 أهـ- 995 أم، والطبعة
الثانية التي بين أيدينا عام 418 اهـ- 998 ام، عن مكتبة دار الشروق
بالقاهرة، في 0 1 2 صفحة.
95