كتاب محمد عمارة داعية الإحياء والتجديد الإسلامي
ولا نستطيع ان نغمض أعيننا عن النتائج التي وصلوا إليها، فقد تمّ تنصيرما يزيد عن خمسة عشر مليون مسلم في اندونيسية وحدها، كما كانت
جيوش المنصِّرين مصاحبة لجحافل الغزو الأمربكي للعراق وأفغانستان.
لذا جاء كتاب الدكتور محمد عمارة ليحذّر المسلمين من الاوضاع القائمة
في المنطقة، التي أعطت المنصرين الفرصةَ ليصولوا ويجولوا دون رادع،
فقد حاول أن يبيّن الوسائل التي يستخدمونها، وبيَّن في الكتاب الدورَ
المطلوب الذي يجب أن نقوم به في هذه المواجهة، وبالرغم من أنَّ التنصير
قديمٌ في التاريخ، إلا ان الحملة اشتدت في الفترة الأخيرة خصوصأ بعد
سقوط الاتحاد السوفييتي، فأصبح الإسلامُ هو الهدف، لانه الدين الوحيد
القادر على توجيه تحدٍّ فعلي وحقيقي للمجتمعات الغربية.
بدأ المؤلف كتابه بنقاش حول (مؤتمر كولورادو) الذي عقد في أمريكا،
وحضره أكبر عدد من المنصِّرين في العالم للبحث في سُبُل ووسائل تنصير
المسلمين، ذلك أنَّ رئيس المؤتمر يؤكد: "أنا لا أؤمنُ بانَّ الوقت مثاسب
تماماً تاريخيّاً فحسب، بل إنَّ من الضرورة الملحة أن نلتقي ونناقس
ونصلي من أحل الواجب الملقى على عاتق الكنيسة النصرانبة تجاه (720)
مليوناً من البشر يؤمنون بالإسلام " (1).
فالغرب يتحالف بكلِّ قوا 5 ضد الإسلام، فمؤسسات الفكر والسياسة تريد
كسر شوكة الإسلام بالعلمانية لإحكام قبضة الغرب على الإسلام، وكنائس
الغرب ومنصروه يريدون اقتلاع الإسلام من الجذور، انتقامأ منه للاستيلاء
على أوطان كانت مسيحية، ولأنه أيضأ الثقافة الأخطر على الغرب
المسيحي.
ولكنْ من الملفتِ للنظر أنَّ الدكتور محمد عمارة وهو يناقِشُ الإعداد
(1) استراتيجية التنصير، ص 50.
99
