كتاب لأحاديث المختارة = المستخرج من الأحاديث المختارة مما لم يخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما (اسم الجزء: 2)

وَهَنَ أَصْحَابُكَ وَبَرَزْتَ حِينَ ضَعُفُوا وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ هَمُّوا كُنْتَ خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقًّا لَمْ تُنَازَعْ وَلَمْ تَصْدَعْ برغم الْمُنَافِقين وَكيد الكافري وَكُرْهِ الْحَاسِدِينَ وَضِغْنِ الْفَاسِقِينَ وَغَيْظِ الْبَاغِينَ وَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِينَ فَشِلُوا وَنَطَقْتَ حِينَ تَتَعْتَعُوا وَمَضِيتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ قَعَدُوا تَبِعُوكَ فَهُدُوا وَكُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا وَأَعْلاهُمْ فَوْقًا وَأَقَلَّهُمْ كَلامًا وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا وَأَطْوَلَهُمْ صَمْتًا وَأَبْلَغَهُمْ وَأَكْثَرَهُمْ رَأْيًا وَأَسْمَحَهُمْ نَفْسًا وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ وَأَشْرَفَهُمْ عِلْمًا كُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّينِ يَعْسُوبًا أَوَّلا حِينَ نَفَرَ عَنْهُ النَّاسُ وَأَخِيرًا حِينَ قَبِلُوا كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَبًا رَحِيمًا إِذْ صَارُوا عَلَيْكَ عِيَالا فَحَمَلْتَ أَثْقَالَ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا وَرَعَيْتَ مَا أَهْمَلُوا وَحَفِظْتَ مَا أَطَاعُوا بِعِلْمِكَ مَا جَهِلُوا وَشَمَّرْتَ حِينَ خَنَعُوا وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا وَأَدْرَكْتَ آثَارَ مَا طَلَبُوا وَتَرَاجَعُوا رُشْدَهُمْ بِرَأْيِكَ فَظَفَرُوا فَنَالُوا بِكَ مَا لَمْ يَحْتَسِبُوا كُنْتَ عَلَى الْكَافِرِينَ عَذَابًا صَبًّا وَلَهَبًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ رَحْمَةً وَأُنْسًا وَحِصْنًا وَظَفَرْتَ وَاللَّهِ بِغَنَائِهَا وَفُزْتَ بِحَبَائِهَا وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا وَأَدْرَكْتَ سَوَابِقَهَا لَمْ تُعَلَّلْ حُجَّتُكَ وَلَمْ يَزِغْ قَلْبُكَ وَلَمْ تَجْبُنْ كُنْتَ كَالْجَبَلِ لَا تُحَرِّكُهُ الْعَوَاصِفُ وَلا تُزِيلُهُ الْقَوَاصِفُ وَكُنْتَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمن النَّاس عَلَيْهِ فيصحبتك وَذَاتِ يَدِكَ وَكُنْتَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ضَعِيفًا فِي بَدَنِكَ قَوِيًّا فِي أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مُتَوَاضِعًا فِي نَفْسِكَ عَظِيمًا عِنْدَ اللَّهِ جَلِيلا فِي أَعْيُنِ الْمُؤْمِنِينَ كَبِيرًا فِي أَنْفُسِهِمْ لَمْ يَكُنْ لأَحَدٍ فِيكَ مَغْمَزٌ وَلا لِقَائِلٍ فِيكَ مَهْمَزٌ وَلا لأَحَدٍ فِيكَ مَطْمَعٌ وَلا لِمَخْلُوقٍ عِنْدَكَ هَوَادَةٌ الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ عِنْدَكَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ حَتَّى تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ وَالْقَوِيُّ الْعَزِيزُ عِنْدَكَ ضَعِيفٌ ذَلِيلٌ

الصفحة 13