كتاب لأحاديث المختارة = المستخرج من الأحاديث المختارة مما لم يخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما (اسم الجزء: 2)

الشَّاشِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْعَوَّامِ الْوَاسِطِيُّ نَا أَبِي نَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ عَن عبد الْملك بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَسِيدِ بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَسَجُّوهُ بِثَوْبٍ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ بِالْبُكَاءِ وَدَهِشَ الْقَوْمُ كَيَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَاكِيًا مُسْتَرْجِعًا وَهُوَ يَقُولُ الْيَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النَّبِيِّ حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ الَّذِي فِيهِ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ رَحِمَكَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ كُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا وَأَخْلَصَهُمْ إِيمَانًا وَأَشَدَّهُمْ يَقِينًا وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ وَأَعْظَمَهُمْ غَنَاءً وَأَحْوَطَهُمْ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسلم وأحدبهم على الْإِسْلَام وأيمنهم على أَصْحَابه أحْسنهم صُحْبَة وأفضلهم مناقبا وَأَكْثَرهم سوابقا أَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْيًا وَخُلُقًا وَسَمْتًا وَفَضْلا أَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً وَأَكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ وَأَوْثَقَهُمْ عَنْهُ فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمِينَ خَيْرًا صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ كَذَّبَهُ النَّاسُ فَسَمَّاكَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ صديقا {وَالَّذِي جَاءَ بِالصّدقِ} مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {وَصدق بِهِ} أَبُو بَكْرٍ وَآسَيْتَهُ حِينَ بَخِلُوا وَقُمْتَ مَعَهُ حِينَ عَنْهُ قَعَدُوا صَحِبْتَهُ فِي الشِّدَّةِ أَكْرَمَ الصُّحْبَةِ ثَانِيَ اثْنَيْنِ وَصَاحِبَهُ وَالْمُنَزَّلَ عَلَيْهِ السَّكِينَةُ رَفِيقَهُ فِي الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنَ الْكُرْهِ خَلَفْتَهُ فِي أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلافَةِ حِينَ ارْتَدَّ النَّاسُ وَقُمْتَ بِدِينِ اللَّهِ قِيَامًا لَمْ يُقِمْهُ خَلِيفَةُ نَبِيٍّ قَطُّ قَوِيتَ حِينَ ضَعُفَ أَصْحَابُكَ وَبَرَزْتَ حِينَ اسْتَكَانُوا وَنَهَضْتَ حِينَ وَهَنُوا وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ هَمُّوا وَلَمْ تَصْدَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِينَ وَضِغْنِ الْفَاسِقِينَ وَغَيْظِ الْكَافِرِينَ وَكُرْهِ الْحَاسِدِينَ وَقُمْتَ

الصفحة 15