كتاب لأحاديث المختارة = المستخرج من الأحاديث المختارة مما لم يخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما (اسم الجزء: 11)

أَنِّي لَا أُعَذِّبُ مَنْ عَصَانِي حَتَّى أَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ، لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ

215 - وَبِهِ عَنِ ابْن عَبَّاس {قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الأَسْرَى} [الْأَنْفَال: 70] حَتَّى بَلَغَ {أُخِذَ مِنْكُمْ} [الْأَنْفَال: 70] ، قَالَ: كَانَ الْعَبَّاسُ يَقُولُ: فِيَّ وَاللَّهِ أُنْزِلَتْ حِينَ أَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ إِسْلامِي، وَسَأَلْتُهُ أَنْ يُحَاسِبَنِي بِالْعِشْرِينَ أُوقِيَةً الَّتِي وَجَدَ مَعِي، فَأَبَى أَنْ يُحَاسِبَنِي بِهَا، فَأَعْطَانِي اللَّهُ بِالْعِشْرِينَ أُوقِيَةً عِشْرِينَ عَبْدًا كُلُّهُمْ تَاجِرًا بِمَالِي فِي يَدِهِ، مَعَ مَا أَرْجُو مِنْ مَغْفِرَةِ اللَّهِ.
رَوَى الْبُخَارِيُّ مِنْ رِوَايَةِ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْن عَبَّاس، قَالَ: نَزَلَتْ {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} [الْأَنْفَال: 65] ، شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ حِينَ فُرِضَ عَلَيْهِمْ أَنْ لَا يَفِرَّ وَاحِدٌ مِنْ عَشَرَةٍ، فَجَاءَ التَّخْفِيفُ، فَقَالَ: {الآنَ خَفَّفَ اللَّه عَنْكُمْ} [الْأَنْفَال: 66] إِلَى قَوْلِهِ {مِائَتَيْنِ} [الْأَنْفَال: 66] ، قَالَ: فَلَمَّا خَفَّفَ اللَّهُ عَنْهُمْ مِنَ الْعِدَّةِ نَقَصَ مِنَ الصَّبْرِ بِقَدْرِ مَا خَفَّفَ عَنْهُمْ.
وَفِيمَا ذَكَرْنَاهُ زِيَادَةٌ عَلَى مَا ذَكَرَهُ

الصفحة 221