كتاب لأحاديث المختارة = المستخرج من الأحاديث المختارة مما لم يخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما (اسم الجزء: 12)

نَفَرٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنِّي جِئْتُ فِي حَاجَةٍ، وَإِنَّ فَحْلَيْنِ لِي اغْتَلَمَا، وَإِنِّي أَدْخَلْتُهُمَا حَائِطًا، وَشَدَدْتُ عَلَيْهِمَا الْبَابَ، فَأُحِبُّ أَنْ تَدْعُوَ لِي أَنْ يُسَخِّرَهُمَا اللَّهُ لِي، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: «قُومُوا مَعَنَا» .
فَذَهَبَ حَتَّى أَتَى الْبَابَ، فَقَالَ: «افْتَحْ» .
فَأَشْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «افْتَحْ» .
فَفُتِحَ الْبَابُ، فَإِذَا أَحَدُ الْفَحْلَيْنِ قَرِيبٌ مِنَ الْبَابِ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَجَدَ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ائْتِنِي بِشَيْءٍ أَشُدَّ بِهِ رَأْسَهُ، وَأُمَكِّنْكَ مِنْهُ.
فَجَاءَ بِخِطَامٍ، فَشَدَّ رَأْسَهُ، وَأَمْكَنَهُ مِنْهُ، ثُمَّ مَشَى إِلَى أَقْصَى الْحَائِطِ إِلَى الْفَحْلِ الآخَرِ، فَلَمَّا رَآهُ وَقَعَ لَهُ سَاجِدًا، فَقَالَ لِلرَّجُلِ: «ائْتِنِي بِشَيْءٍ أَشُدَّ رَأْسَهُ» .
فَشَدَّ رَأْسَهُ وَأَمْكَنَهُ مِنْهُ، فَقَالَ: " اذْهَبْ، فَإِنَّهُمَا لَا يَعْصِيَانِكَ.
فَلَمَّا رَأَى أَصْحَابُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَاكَ، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَانِ فَحْلانِ لَا يَعْقِلانِ سَجَدَا لَكَ، أَفَلا نَسْجُدُ لَكَ؟ قَالَ: «لَا آمُرُ أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ، وَلَوْ أَمَرْتُ أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا» .
أَبُو عَزَّةَ اسْمُهُ الْحَكَمُ بْنُ طَهْمَانَ الْبَصْرِيُّ.
وَأَبُو عَوْنٍ الزِّيَادِيُّ: مُحَمَّدُ بْنُ عَوْنٍ الْبَصْرِيُّ، مَوْلًى لآلِ زِيَادٍ ابْنِ أَبِي سُفْيَانَ.
أَمَّا أَبُو عَزَّةَ وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ.
وَأَبُو عَوْنٍ وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ أَيْضًا، وَلَيْسَ هَذَا مُحَمَّدَ بْنَ عَوْنٍ الْخُرَاسَانِيَّ

الصفحة 339