كتاب لأحاديث المختارة = المستخرج من الأحاديث المختارة مما لم يخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما (اسم الجزء: 13)

وَقَالَت: إِنَّمَا كُنَّا نؤتى على حرف فَإِن شِئْت فافعل ذَلِك وَإِلَّا فاجتنبني. فسرى أَمرهمَا حَتَّى بلغ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأنْزل الله (نِسَاؤُكُمْ حرث لكم فَأتوا حَرْثكُمْ أَنى شِئْتُم) أَي: مقبلات ومدبرات ومستلقيات. يَعْنِي مَوضِع الْوَلَد.
119 - وَأخْبرنَا أَبُو جَعْفَر الصيدلاني وَفَاطِمَة بنت سعد الْخَيْر أَن فَاطِمَة أَخْبَرتهم ابْنا مُحَمَّد ابْنا سُلَيْمَان الطَّبَرَانِيّ ثَنَا أَبُو يزِيد القراطيسي ثَنَا أَسد بن مُوسَى ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْمحَاربي عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن أبان بن صَالح عَن مُجَاهِد قَالَ: عرضت على ابْن عَبَّاس من فاتحته إِلَى خاتمته أوقفهُ عَلَيْهِ عِنْد كل آيَة مِنْهُ وأسأله عَنْهَا حَتَّى انْتَهَيْت إِلَى هَذِه الْآيَة (نِسَاؤُكُمْ حرث لكم فَأتوا حَرْثكُمْ أَنى شِئْتُم) .
فَقَالَ ابْن عَبَّاس: إِن هَذَا الْحَيّ من قُرَيْش كَانُوا يشرحون النِّسَاء بِمَكَّة ويتلذذون بِهن مقبلات ومدبرات فَلَمَّا قدمُوا الْمَدِينَة وَتَزَوَّجُوا فِي الْأَنْصَار فَذَهَبُوا ليفعلوا بِهن فأنكون ذَلِك وقلن هَذَا شَيْء لم نَكُنْ نؤتى عَلَيْهِ فانتشر الحَدِيث حَتَّى انْتهى إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأنْزل الله عز وَجل فِي ذَلِك (نِسَاؤُكُمْ حرث لكم فَأتوا حَرْثكُمْ أَنى شِئْتُم) إِن شِئْت فمقبلة وَإِن شِئْت فباركة وَإِنَّمَا يَعْنِي بذلك مَوضِع الْوَلَد للحرث يَقُول: إِن الْحَرْث من حَيْثُ شِئْت فَقَالَ ابْن عَبَّاس: قَالَ ابْن عمر: فِي دبرهَا فأوهم ابْن عمر وَالله يغْفر لَهُ وَإِنَّمَا كَانَ الحَدِيث على هَذَا.
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَن عبد الْعَزِيز بن يحيى عَن مُحَمَّد بن سَلمَة بِنَحْوِهِ.

الصفحة 76