كتاب وسطية أهل السنة بين الفرق

كما فسرها النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "والوسط: العدل"1.
وفسرها بعض أهل العلم بـ "الخيار والأجود"2.
وقال الزجاج: "وفي {أُمَّةً وَسَطًا} قولان:
قال بعضهم: {وَسَطًا} : عدلًا، وقال بعضهم: أخيارًا، واللفظان مختلفان والمعنى واحد، لأن العدل خير، والخير عدل"3.
وفسرها ابن جرير بمعنى التوسط بين الإفراط والتفريط4.
ومن ذلك قوله تعالى: {قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ} 5.
قال ابن عباس وغيره: أي: أعدلهم وخيرهم6.
ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة أو أعلى الجنة" 7.
قال الحافظ ابن حجر: قوله: أوسط الجنة أو أعلى الجنة. المراد
__________
1 خ: كتاب التفسير، باب {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} ، 8/ 172، ح 4487، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
2 منهم الإمام أبو الفداء إسماعيل بن كثير، تفسير القرآن العظيم، "بتحقيق عبد العزيز غنيم ومحمد أحمد عاشور ومحمد إبراهيم البنا، ط. الشعب - القاهرة"، 1/ 275.
3 أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج، معاني القرآن وإعرابه، "شرح وتحقيق د. عبد الجليل عبده شلبي، ط. الأولى 1408 هـ نشر: عالم الكتب - بيروت"، 2/ 219.
4 جامع البيان عن تأويل آي القرآن، "تحقيق وتعليق محمد محمود شاكر، دار المعارف بمصر"، 3/ 142.
5 سورة القلم آية 28.
6 ابن كثير، تفسير القرآن العظيم 8/ 223.
7 خ: كتاب الجهاد، باب درجات المجاهدين في سبيل الله، 6/ 11، ح 2790.

الصفحة 19