كتاب وسطية أهل السنة بين الفرق

القيامة، ولا تقطعوا بالشهادة على مسلم1.
فهذه كلها أمور ومسائل اعتقادية، خصها ابن عيينة رحمه الله باسم السنة.
2- الإمام الشافعي: "150- 204 هـ".
قال: القول في السنة التي أنا عليها، ورأيت عليها الذين رأيتهم مثل سفيان ومالك وغيرهما، الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وأن الله على عرشه في سمائه، يقرب من خلقه كيف شاء وينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء. وذكر سائر الاعتقاد2.
3- علي بن المديني "234 هـ":
قال: "السنة اللازمة التي من ترك منها خصلة لم يقلها، أو يؤمن بها، لم يكن من أهلها: الإيمان بالقدر خيره وشره، ثم تصديق بالأحاديث والإيمان بها لا يقال: لم؟ ولا كيف؟ إنما هو التصديق بها، والإيمان بها، وإن لم يعلم تفسير الحديث، ويبلغه عقله. ولا يخاصم أحدًا، ولا يناظر ولا يتعلم الجدل، والكلام في القدر وغيره من السنة مكروه ولا يكون صاحبه وإن أصاب السنة بكلامه من أهل السنة حتى يدع الجدل ويسلم.
والقرآن كلام الله ليس بمخلوق ولا تضعف أن تقول ليس بمخلوق، فإن كلام الله عز وجل ليس بباين منه، وليس منه شيء مخلوق، يؤمن به، ولا يناظر فيه أحدًا"3 إلى آخر ما ذكر من مسائل الاعتقاد.
__________
1 أبو القاسم هبة الله بن الحسين الطبري اللالكائي، شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، "بتحقيق د. أحمد سعد حمدان، نشر: دار طيبة - الرياض"، 1/ 155- 156.
2 شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي، العلو للعلي الغفار، "بتقديم وتصحيح عبد الرحمن محمد عثمان، نشر: المكتبة السلفية بالمدينة"، ص 120.
وانظر: ابن القيم، تهذيب سنن أبي داود 7/ 114.
3 اللالكائي، شرح أصول اعتقاد أهل السنة 1/ 165- 166.

الصفحة 35