كتاب الإلمام بأحاديث الأحكام ومعه حاشية ابن عبد الهادي (اسم الجزء: 1)

نجدٍ، فوازَيْنا (¬1) العدوَّ، فصافَفْنَاهم (¬2)، فقام رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يُصلِّي لنا، فقامتْ طائفةٌ معه، وأقبلتْ طائفةٌ على العدو، فركع رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بِمَن معه وسجد سجدتَينِ، ثم انصرفوا مكانَ الطائفة التي لم تُصلِّ، فجاؤوا فركع رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بهم ركعةً وسجد سجدتَينِ، ثم سلَّم، فقام كلُّ واحدٍ منهم فركعَ لنفسِه ركعةً، وسجد سجدتَينِ (¬3).
رواه مسلم من حديث نافع، عن ابن عمر بلفظ آخر، وفي آخره: قال: وقال ابن عمر: فإذا كان خوفٌ أكثرُ من ذلك فصلِّ راكبًا وقائمًا تُومِئ إيماءً (¬4).

281 - وروى البُخاري من حديث ابن جُرَيج، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، قال نحوًا من قول مجاهد: إذا اختلطوا قيامًا.
وزاد ابنُ عمرَ عن النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وإن كانوا أكثرَ من ذلك صلَّوا رجالًا وركبانًا" (¬5).
وهذا الذي أشار إليه من قول مجاهد، أخرجه البَيْهَقي بلفظ: إذا اختلطوا فإنما هي الإشارةُ بالرأس والتكبير (¬6).
¬__________
(¬1) أي: حاذيناه وقابلناه.
(¬2) أي: جعلنا نفوسنا صفين في مقابلتهم.
(¬3) رواه البخاري (900).
(¬4) رواه مسلم (839).
(¬5) رواه البخاري (901).
(¬6) رواه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" (1847).

الصفحة 138