كتاب الإلمام بأحاديث الأحكام ومعه حاشية ابن عبد الهادي (اسم الجزء: 1)

السَّطِيحتَينِ، وأَوْكَأَ أفواهَهما وأطلَقَ العَزَالِيَ (¬1)، ونُودي في الناسِ: أنِ اسقُوا واستَقُوا، فَسَقَى مَن سَقَى، واستَسقَى مَن شاء، وكان آخرَ ذلك: أن أَعْطى الذي أصابتْه الجَنابةُ إناءً من ذلك الماء، فقال: "اذْهَبْ فأَفرِغْهُ عليكَ".
متفق عليه (¬2).

17 - وعن جابر بن عبد اللَّه -رضي اللَّه عنهما- قال: قال رسولُ اللُّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إذا كان جُنْحُ الليلِ (¬3)، أو (¬4) أمسيتُم، فكُفُّوا صبيانَكم؛ فإنَّ الشياطينَ تنتشرُ حينَئذٍ، فإذا ذهبَ ساعةٌ من الليل فخَلُّوهم، وأَغْلِقُوا الأبوابَ، واذكروا اسمَ اللَّه؛ فإن الشياطينَ لا تفتحُ بابًا مُغْلَقًا، وأَوكُوا (¬5) قِرَبَكم، واذكروا اسمَ اللَّه، وخَمِّرُوا (¬6) آنيتكم، واذكُروا اسمَ اللَّه، ولو أن تَعْرُضُوا عليها شيئًا، وأطفِئوا مصابيحَكم".
رواه البُخاري (¬7).
* * *
¬__________
(¬1) العَزالي: جمع عزلاء، وهي عُروة المزادة يخرج منها الماء بسعة.
(¬2) أخرجه البخاري (337)، ومسلم (682).
(¬3) جنوح الليل: إقبالُه.
(¬4) في الأصل: "إذا" ثم جاء تحتها: "أو" وكتب عندها "خ"، وهو الصواب والموافق لرواية الصحيح.
(¬5) الوِكاء: الذي يُشد به رأس القِربة.
(¬6) التخمير: التغطية، يقال: خَمَّر وجهه، وخمر إناءه.
(¬7) رواه البخاري (5300)، ومسلم (2012).

الصفحة 16