كتاب الإلمام بأحاديث الأحكام ومعه حاشية ابن عبد الهادي (اسم الجزء: 1)

وعند البُخاري: كان النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا اغتَسلَ من الجَنَابة دعا بشيءٍ نحو الحِلَابِ (*)، فأخذ بكفِّيه فبدأ بشقِّ رأسه الأيمن، ثم الأيسر، ثم قال بهما على وسَط رأسه (¬1).
وعنده في حديث ميمونةَ بعد غسل الفَرج: فضرب بيده الأرضَ فمسحَها، ثم غسلَها، فتَمضمَضَ واستَنشَقَ، وغسل وجهَه وذراعَيه، ثم صبَّ على رأسه، ثم أفاضَ على جسده، ثم تنحَّى فغسل قدمَيه، فناولتُه ثوبًا فلم يأخذْه، فانطلَقَ وهو يَنفُضُ يدَيه (¬2).
وفي رواية له: ثم ضرب بيده الأرضَ مرتين أو ثلاثًا (¬3).
وفي أخرى له: ثم أَفرغَ بيمينه على شماله فغَسلَ مَذَاكيرَه (¬4).

103 - وعن أمِّ سَلَمةَ -رضي اللَّه عنها- قالت: قلت: يا رسولَ اللَّه! إني امرأةٌ أَشدُّ ضَفْرَ رأسي، أفأَنقضُه لغُسل الجَنَابة؟ فقال: "لا، إنما يكفيك أن تَحثِي على رأسك ثلاثَ حَثَيَاتٍ، فتَطهُرين".
لفظ رواية لمسلم (¬5).
¬__________
(*) ظنَّ البُخاريُّ أن الحِلَابَ نوعٌ من الطِّيب، وهو وَهْمٌ؛ وإنما هو الإناءُ، والطِّيب هو المِحْلَب.

(¬1) رواه البخاري (255)، ومسلم (318).
(¬2) رواه البخاري (272).
(¬3) رواه البخاري (270).
(¬4) رواه البخاري (262).
(¬5) رواه مسلم (330).

الصفحة 60