كتاب الإلمام بأحاديث الأحكام ومعه حاشية ابن عبد الهادي (اسم الجزء: 1)

فصلِّي ثلاثًا وعشرين ليلةً، أو أربعًا وعشرين ليلةً وأيامَها، وصُومِي؛ فإن ذلك يُجزِئك، وكذلك فافعلِي في كل شهرٍ، كما يحيضُ النساءُ وكما يَطهُرْنَ، مِيقاتَ حَيضِهنَّ وطُهرِهنَّ".
وأخرجه التِّرْمِذي وصحَّحه، وهو من رواية عبد اللَّه بن محمد بن عَقِيل، وعبد اللَّه هذا مُختلَف في الاحتجاج به (*) (¬1).

113 - وعند النَّسائي من رواية ابن الهادي، في حديث عائشةَ -رضي اللَّه عنها-: أن أمَّ حبيبةَ بنتَ جحش التي كانت تحتَ عبد الرحمن بن عوف وأنها استُحيضَتْ، فذُكر شأنُها لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: "ليستْ بالحَيضةِ (**)، ولكنها رَكْضَةٌ (¬2) من الرَّحِمِ، لِتَنظرْ قَدْرَ قُرُوئِها التي كانت تَحيضُ لها فتتركِ الصلاةَ، ثم تَنظرْ ما بعد ذلك فَلْتَغتسِلْ عند كل صلاةٍ".
وابن الهادي هذا متفق على الاحتجاج به (...) (¬3).

114 - وعند البُخاري، عن عائشةَ: أن النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- اعتَكفَ واعتَكفَ
¬__________
(*) كان أحمد وإسحاق يحتجَّان بحديثه، وقال التِّرْمِذي: صَدُوق تكلَّمُوا فيه من قِبَل حفظه، وقد ضعَّفه آخرون، وروى له البُخاري في كتاب "الأدب"، و"خلق أفعل العباد"، وغيرهما.
(**) الفتح أحسن.
(...) والحديث في "صحيح مسلم"، إلا أن لفظه: "فاغتَسلِي وصَلِّي"، قالت عائشة: وكانت تغتسل عند كل صلاةِ، وفيه: قال الليث: لم يذكر ابنُ شهاب أن النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أمرَها أن تغتسلَ عند كل صلاةٍ، ولكنه شيءٌ فعلَتْه هي.

(¬1) رواه الترمذي (128).
(¬2) أي: ضربة.
(¬3) رواه النسائي (356).

الصفحة 68