كتاب تطور الأدب الحديث في مصر

حياته لهذا الفن رغم مقاومة والده الباشا لهذا الاتجاه1.
وطبيعي أن يكون لهذا النشاط المسرحي النامي أثر واضح على أدب المسرح؛ فبالإضافة إلى المسرحيات الكثيرة التي كان يقوم عليها عمل تلك الفرق العديدة -والتي لا يصل كثير منها إلى مستوى الأدب- ظهرت نصوص مسرحية أدبية منوعة غنية، نمت الأدب المسرحي -الذي ولد غضًا في الفترة السابقة2- وجعلته نوعًا أصيلًا من أنواع الأدب المصري الحديث.
وهذه النصوص المسرحية الأدبية، التي نمت أدب المسرح وأصلَّته، قد تجلت في نتاج علمين من أعلام الأدب المصري، هما أحمد شوقي، وتوفيق الحكيم، فعلى جهود شوقي تم تأصيل المسرحية الشعرية، حيث أخرج في هذه الفترة خمس مسرحيات شعرية هي: "مصرع كليوباترة" و"قمبيز"، و"مجنون ليلى" و"عنترة" و"الست هدى"، بالإضافة إلى إعادة كتابة مسرحيته الشعرية الأولى "علي بك الكبير"، التي كتبها في الفترة السابقة3.
وعلى جهود الحكيم تم تأصيل المسرحية النثرية، حيث أخرج في هذه الفترة مسرحيتين ذهنيتين هما: "أهل الكوفة" و"شهر زاد"، بالإضافة إلى مسرحيته السياسية "براسكا أو مشكلة الحكيم"، هذا إلى جانب عدد
__________
1 انظر: طلائع المسرح العربي لمحمود تيمور ص77.
2 انظر: الفصل الذي ختم به الحديث عن الأدب في الفصل السابق، وعنوان الفصل: "المسرحية وأولية الأدب المسرحي".
3 تواريخ ظهور المسرحيات هي: "مصرع كليوباترة" سنة 1927، "قمبيز" سنة 1931، و"مجنون ليلى" سنة 1931، "عنترة" سنة 1932. أما "الست هدى" فلم تنشر في حياة المؤلف.

الصفحة 420