كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الآخرين في العصر الرقمي
الآونة الأخيرة، جذبه أحد كبار السن فى القرية جانبا فى ظهيرة أحد الأيام،
التى تبلغ درجة حرارتها إلى 15 1 درجة فهرنهايت، وطرح عليه سؤالا ملحا:
كيف يعيش الناس فى أمريكا الشمالية؟
فأجابه ''جايسون" بأن معظم الناس يعيشون فى منازل منفصلة على
نحو يماثل وضع الأكواخ فى القرية، وأن هناد آخرين يعيشون فى شقق فوق
بعضها وبجوار بعضها فى بنايات أكبر حجما0
فقال العجوز متسائلا: "وكل هذه المنازل محاطة بالجدران؟ ".
فرد عليه ' ' جا يسون ا ' با لإيجاب.
ا اولكن لماذا؟ ''.
" لحما يتهم من ا لطقس ا لسيئ، وفى بعض الأحيان لحمايتهم من الأشخاص
الأشرار، وللحفاظ على أشيائهم فى منازلهم، وتحقيق الخصوصية ''0
فرد الرجل العجوز: "اوه، لا، لا، لا. هذا تخلف ''. وأخبره بأنهم فى
قريتهم يهدمون الجدران لكى يشعروا بدرجة أكبر من الأمان، فقال: "كما
ترى، فإن العديد من الأشياء تختفى خلف الجدران، وعندما نهدم الجدران
ليرى الجميع ما لدينا، فسوف نشعر بمزيد من الأمان ".
إننا نعيش فى عالم معاصر، وفى هذ ا العالم المعاصر فإننا نبنى الجدران.
فهناد برنامج جدار الحماية النارى لحفظ أجهزة الحاسب الخاصة بنا،
وهناد جدران الطوب لحماية ممتلكاتنا العقارية، وهناك السياج الخشبى
أو السلكى لحماية مزارعنا وأفنية منازلنا، ثم هناك الجدار العظيم لتشتيت
التفاعل الاجتماعى، ومن الممكن أن يؤدى هذا إلى مستوى ممين من التأثير
يوجد خارج إطار العلاقة - تأثير يرتكز على الاتباع وليس الصداقة.
وتحذر "تشارلين لى" - خبيرة وسائل الإعلام الاجتماعية ومؤلفة كتاب
في4"5صء4! ءص! ىءكله - من خطر مثل هذا التأثير الرقمى المحصن، وفى
مقابلة أجريت معها مؤخرا، تحدثت ''لى" عن الهم الأكبر - أى الإحساس
الزائف بالأمان 0 وقالت مفسرة: "هناك فرق بين الصديق والمعجب، فالمعجب
يتضاءل لديه الشعور بالالتزام والاهتمام، وهناد مقياس متدرج للولاء يقف
فيه المعجبون على أحد طرفيه بينما يقف الأصدقاء على الطرف الآخر0