كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الآخرين في العصر الرقمي

ولقد لاحظ ''مينو ذات مرة أن 99 % من كل الخلافات تحدث نتيجة
سوء فهم للكلمات المستخدمة فى أطر وسياقات مختلفة، وهكذا يرجع سبب
نجاحه إلى محاولته الاجتهاد فى فهم ما يعنيه الآخرون.7
ويعتبر هذ ا المسعى أكثر دلالة فى الوقت الحاضر لأنه عندما قرر ''مارك
تسوكربيرج'' أن يطلق على كل شخص على موقع فيسبوك لقب "صديق"،
فقد قام باختيار دلالى أسىء فهمه بكل سهولة. إن العقل البشرى - ناهيك
عن القلب - لا يستطيع أن يتعامل مع مئات الأصدقاء، وحسب "روبين دونبار"
- أستاذ علم الأنثروبيولجى التطورى فى جاممة أوكسفورد - فإن حجم المخ
يقيد قدرتنا على إدارة الدوائر الاجتماعية فى حدود 150 صديقا، بغض
النظر عن اتصافنا بحسن المعاشرة وحب الاختلاط بالآخرين0
ولقد توجه ''دونبار" إلى دراسة موقع فيسبوك، واكتشف صحة هذ ا الأمر
على شبكة الإنترنت أيضا. ويقول فى هذا الشأن: "الشىء المثير فى هذ ا الأمر
هو أنك تستطيع الحصول على 0 150 صديق، ولكن عندما تنظر إلى حركة
المرور فى الموقع، تجد أن الناس يحافظون على الدائرة الداخلية نفسها-
التى تضم حوالى 150 شخصا - التى نلاحظها فى العالم الواقعى" 80
ولكن من المهم هنا أن نعرف "دونبار'' على ''مينو؟ لأن 22 دونبار" يعرف
الصديق بأنه شخص تهتم به وتتواصل ممه مرة فى العام على الأقل، ويجب
هنا أيضا وضع الخطوط الفارقة، فرغم أننا لا نستطيع الحصول على 150
صديقا حميما، فإننا نستطيع الحصول على 150 علاقة مؤثرة.
فالصداقة الحميمة تتحلى بالالتزام العميق، وتقوم على المخاطرة الكبيرة
- أولأ تأتى المخاطرة من الاعتقاد بأننا أشخاص نقمتع بالأهمية والقيمة
الكافيتين لكى نؤثر على حياة الآخرين، واذ ا كنا لا نفهم مغزى وجودنا، فلا
يمكننا أبدا أن نمنح أى شخص هدية حياتئا؟ ولكن هناك أمرا على القدر
نفسه من الخطورة، يتمثل فى أن وجود الأصدقاء المقربين يجعلنا عرضة
للأذى الشديد من هؤلاء الأصدقاء، ويحمى بعض الأشخاص أنفسهم من
آلام العلاقات عن طريق عدم السماح بوجود أصدقاء مقربين لهم. بينما يقوم
آخرون بذلك عن طريق إحاطة أنفسهم بالعديد من الأصدقاء السطحيينة
بحيث يساعد الجمع على تشتيت الأذى الذى يسببه أحدهم.

الصفحة 106