كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الآخرين في العصر الرقمي

113
بكثير من الأتباع، ورغم ما لهذه الصور الكبيرة من قيمة، فان تركيز عقولنا
على الفوائد الكبيرة فقط يجعلنا نغفل عن الفرص الصغيرة التى تساعد على
إحداث أكبر الفروق، فاننا قد نفقد فرص ا! لضى أعمق قليلأ، والترابط اقوى
قليلا، وجعل الآخرين يشعرون بإحساس أفضل حيال علاقاتهم بنا0
يقول "سكانلوق'' مفسزا: ''ليس المقصود هنا هو أن التفكير فى الصورة
الكبيرة أمر سيئ. إنه مه! ا من اجل إحراز التقدم - ولكنه لا يكفى بمفرده
لكى تحقق أهدافك الكبيرة ".
فهناك العديد من الخطوات التى تأتى بين ما نزرعه وما نحصده، ومعظم
هذه الخطوات تتمثل فى البذور الصغيرة التى نزرعها فى لحظات بسيطة فى
كل يوم.
فكر فى مدير المبيعات فى سلسلة محلات ''ماسيز" الذى طرح رؤية كبرى
لمضاعفة مبيعات الأحذية النسائية فى شهر يونيو، وعلل ذلك بأنه سيكون
هناك موسم تخفيضات كبير للمبيعات الصيفية، بالإضافة إلى الجهد الكبير
فى إقناع العملاء بشراء المزيد، مما سيثمر عن نتائج هائلة. ولكن للأسف،
لم تسفر النتائج عن مردود كبير.
وفى الأول من شهر يونيو، توقف فريق المبيعات عن الاستماع إلى قصص
العملاء، وتوقفوا عن مراعاة ميزانية العملاء أو احترام وقتهم. وبدلا من
ذلك، بدأ الفريق فى السعى وراء الفرص الكبيرة عن طريق عرض أحذية
أغلى ثمئا، أو حذاء ثان بنصف الثمن، أو كماليات ملائمة؟ ولكن مع حلول
نهاية الشهر، انخفضت المبيعات بنسبة 8 %.
ما الخطأ الذى حدث؟
ربما يلقى مدير المبيعات العادى باللوم على فريق المبيعات الذى يفتقر إلى
الأداء، ولكن هذا المدير اشار باصبع الاتهام نحو نفسه 0 ما الذى كان يمكن
أن يقوم به بشكل مختلف؟ لقد أدرك المدير أن هوس الصورة الكبيرة أدى
إلى إبعاد تركيز فريق المبيعات عن الأعمال الصغيرة التى يمكن أن تجعل من
هذا الأمر حقيقة واقعة، إنه خطأ شائع، ولحسن الحظ، حصل المدير نفسه
على فرصة ثانية.

الصفحة 113