كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الآخرين في العصر الرقمي

119
كتب "ديفيد بروكس "، كاتب العمود الصحفى فى صحيفة //نيويورفي
تالمز، عمودا تحت عنوان "ولهأ أ! * حك! ز! -"! ز+" (أمة التحية باليد
العالية المنبسطة)، قارن فيه بين التواضح الذى ساد بعد استسلام اليابان
فى الحرب العالميلأ الثانية، مع ما نراه سائدا فى الوقت الحالى. فكتب يقول:
"فى يوم الانتصار، كانت الفاشية تمثل العظمة، والتفاخر، والبهيمية،
والحماسة، ولقد ساهمت مصانع دعاية الحلفاء أيضا بنصيب معقول فى
هذا الإفراط فى الجدل 0 وبحلول عام 1945، سئم كل شخص من هذ ا، وكان
هناك نهم جماعى لأسلوب عام يتس! ا بالقهوين، وانكار الذات، والتواضح،
والاقتصاد" 40
إن التواضح، والإحساس بأن الآخرين يجب ان يشغلوا عقولنا على النحو
الذى نقوم به، إن لم يكن أكثر، كان جزءا من ثقافة ذلك العصر، ومع مرور
الوقت، بدأت المشاعر فى التغير، كما كتب 'أبروكس": "بدلا من التواضح
أمام الفه والتاريخ، أصبح الخلاص المعنوى يكمن فى العلاقة الحميمة للمرء
مع نفسه.0. وأصبح كشف الذات وحبها طريقين للفوز فى منافسة جذب
الاهتمام ''0
ولقد جذب بعض الأشخاص الانتباه بالفعل فى الوقت الحالى - ربما
يكون "سوء السمعة '' كلمة أفضل هنا - عن طريق التفاخر بأنفسهم، وخلق
ثقافة من الشهرة حولهم، ويجنى البعض ملايين الدولارات جراء اتباع هذه
الإستراتيجية، ولكن ما انطباعنا عن مثل هؤلاء الأشخاص؟ هل يؤثرون على
الآخرين من أجل الخير؟ ربما بعد أن تركز عليهم الأضواء، نراهم يدلون
الآخرين إلى خير ثقافى، وهذ ا أفضل من لا شىء. ولكن مثل هؤلاء الأشخاص
يعملون بشكل أساسى بأسلوب يثير الاستفزاز والغضب، إنهم يجهزون لنا ما
يساعدنا على الهضم رغم عدم وجود شىء نتناوله فى الأساس 0
ولكن هناك شيئا واحدا لم يتفير على مدار الألفية - شىء استنتجه
الفلاسفة من كل الثقافات، إنه شىء قديم قدم التاريخ نفسه، إنه شىء
علمه "زرادشت" لأتباعه فى بلاد فارس منذ 0 250 عام 0 إنه شىء بشر به

الصفحة 119