كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الآخرين في العصر الرقمي
125
هذا، ولذا فانهم يتجنبوننى فى الحفلات، وكإشارة على الاحترام المظيم
الذى يكنونه لى، فإنهم لا يوجهون لى الدعوة للحفلات مطلقا".
ونحن نقضى الكثير جدا من أوقاتنا على شبكة الإنترنت فى الجدال، أ و
فى تغذيته 0 لا تبحث بعيدا، ألق نظرة على التعليقات الموجودة فى المدونات
والمواقع الإخبارية الشهيرة، إنها تكاد تكون خيطا مستمزا من القيل والقال،
أو محاولات للمزايدات الأحادية 0 وفيما وراء ذلك، يبدو أن المزاج السياسى
والمؤسسى الدائم والحديث يتضمن بشكل أساسى نقاطا مؤكدة وقرارات
محسومة، وليس أرضية مشتركة يمكن ان نبنى عليها شيئا ذا قيمة لكل
الأطراف، فالمناقشات الجدلية التى تغير من آراء الناس قليلة، ولأن الجدال
يستتر وراء وسائل التواصل الرقمية الحديثة، ويفتقر إلى التبعات واضحة
المعالم للمواجهات المادية، يستطيع كل طرف أن يفلت من العقاب عن طريق
الانتقال إلى هجمات شخصية جارحة أو اللجوء إلى الغموض السلبى - وهو
أقل أدوات الملاقات البشرية فاعلية.
وهذا ما كانت عليه الحال عندما اتخذ "تونى هيواردا ا - الرئيس
التنفيذى السابق لشركة "بريتش بتروليوم " البريطانية - موقفا متشدذا من
تبرئة الذات واللامبالاة المغرورة رذا على الانفجار الهائل لمنصة لملم دليوؤلر
هور/فيونه، وتسرب زيت البترول الذى تبع ذلك، والذى تسبب فى مقتل
أحد عشر شخضا، ثم إتلاف النظام البيئى فى الولايات المطلة على الخليج،
وتدمير حياة آلاف العاملين فى أنحاء البلاد المطلة على خليج المكسيك0
وحسب مقال نشر فى جريدة لملم ذ/ تالمز، فقد بدأ "هيوارد'أ بتفنيد
الاكتشافات العلمية التى تتعلق بطبيعة وكمية التسرب النفطى ئم تحولت
ادعاءاته بأن التسرب "ضئيل جذا" مقارنة بحجم المحيط، وأن التأثير
البيئى لأكبر تسرب نفطى فى الولايات المتحدة الأمريكية د 0 0 0 950 جالون
من المواد السامة التى استخدمت لملاج هذا التسرب، سوف يكون "متواضغا
جدا، جذ"ا إلى بداية لسلسلة من الحماقات التى كان لا يمكنه التبرؤ منها،
بما فى ذلك اعتذاره الأخرق إلى اهالى ولاية لويزيانا الذى أعلن فيه: ا أ إننى
أرغب فى استعادة حياتى "20