كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الآخرين في العصر الرقمي
126
وعندما شوهد "هيوارد'' فى مدينة "كاوز" على الساحل الجنوبى
لإنجلترا من أجل سباق لليخوت، والذى اشترك فيه قاربه " بوب، بعد يومين
من الأسئلة المراوغة وتجنب اللوم أمام المشرعين الأمريكيين، فقد أكد هذا
الحدث على الأمر الذى رسخه "هيوارد'' بالفعل: سواء كان على صواب أ م
لا، فإنه خسر كلا من مصداقيته وقضيته أمام الرأى العام. وعندما يصبح
التأثير والنفوذ فى خطر، غالبا ما تكون المحكمة وحدها هى ما يهم 30
وبعد سلسلة من الجد ال، لم يعد هناك إلا قليل من الناس الذين يستطيعون
الوثوق به، وكان يبدو أن ''هيوارد'' يهتم بشيئين فقط: نفسه وامبراطوريته0
وفى ظل أسلوبه الجدالى، تحولت شركة أ'بريتش بتروليوم " البريطانية من
التشكيك إلى الرفض، بغض النظر عن القصة التى كانت تكشفها الحقائق.
وبد أت المقاطعة لمنتجات الشركة من قبل العملاء، فى أى مكان كانت تباع فيه.
لماذا أملا خزان السيارة بالبنزين فى محطة تابعة لشركة "بريتش بتروليوم "
وهناك عشرات من المحطات الأخرى التى تنتمى إلى شركات لا يترأسها قادة
يتسمون بالوقاحة وعدم الاكتراث، ولا يعترفون باخطائهم؟
بالطبع كانت بعض ردود الأفعال تعتمد على التصور، ولكن التصور يصبح
واقعا عندما لا تكون الحقائق واضحة. وعندما تعرض القضية فى مملكة
العلاقات البشرية، فغالئا ما يكون التصور قويا لدرجة أن الحقائق الدامغة
تصبح غير كافية لإزاحة موجة من الإعلام السيئ الذى يسبقها.
وفى دفاع ''هيوارد'' - بعد إقالته من شركة "بريتش بتروليوم " - وهو
اليوم الذى أطلق عليه أكثر يوم أثار الحزن فى حياته - كان أكثر إحساشا
ليس بدور شركته فى التسرب النفطى فحسب، بل وبأسلوبه تجاه المأساة
أيضا، ولقد أشاد الأصدقاء ب ''هيوارد" كشخص طيب، ورجل عائلى كريم،
وليس هناك شك فى أن لديهم أسبابا مقنعة لذلك، علاوة على ذلك، فلطالما
كانت شركة "بريتش بتروليوم " شركة قوية تحظى بالاحترام لعقود من
الزمان، ويستحق كل من الرجل والشركة كل التقدير نظير كل اللحظات
الجيدة، بما لا يقل عن أى واحد منا، لو أصبح أسلوبه الجدلى مع زوجته،
أو زميله، أو عميله هو محور وسائل الإعلام على نطاق عريض، ومن المحتمل