كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الآخرين في العصر الرقمي

132
وفى كلتا الحالتين، كان المالكون المهتمون بارتفاع النفقات، يطلبون من
اللاعبين قبول حصة أقل من إيرادات الدورى، وفى كلتا الحالتين، كان
اللاعبون يرفضون طلب الملاك، ويطلبون رؤية ما يثبت وجود ارتفاع فى
النفقات، وفى كلتا الحالتين، كان الملاك يرفضوق أصلا إقامة الدليل على
مزاعمهم، وفى الدورى الأمريكى للهوكى (لأ+لا)، أصبح الموقف كئيئا، فكل
طرف من الاثنين، كان لا يتراجع عن موقفه. يقول "مالوتر"' مفسرا: "لقد
انتشر الاتهام المتبادل بالطمع. وبسبب عدم القدرة على رأب الصدع حتى
بعد شهور من انتهاء صلاحية ... اتفاقية التفاوض الجماعى، قامت إدارة
الدورى الأمريكى للهوكى (لأ+لا) فى النهاية بإلفاء الموسم، وكانت النتيجة
خسارة إيراد ات تقدر بمليارى دولار أمريكى ".
هل كانت تلك النتيجة حتمية؟ طبقا د ''مالوتر"'، فقد كان من الممكن
تجنب ما حدث لو فهم الجانبان المشكلة الأساسية للعلاقات البشرية التى
تكمن فى قلب هذ ا الأمر. فيقول: "لقد خسر كلا الجانبين الموسم، لأن الملاك
كانوا يرفضون الاعتراف بأن لدى اللاعبين مخاوف مشروعة، وعندما
نظروا إلى اللاعبين على أنهم أشخاص يتسمون بالطمع، وليس أشخاصا
يشعرون بعدم الثقة، انتهج الملاك الإستراتيجية الخاطئة - العناد بدلا من
الشفافية - بشكل أطول من اللازم "0
لقد وقع هذا الجدال فى فخ ''إننى على صواب، وأنت مخطئ "، لأن كلا
الطرفين لم يفكر فى البديل: وهو أنه ربما كان الاثنان على صواب. وهذ ا درس
مهم هنا 0 يقول 'أمالوترا" مستنتخا: "تؤتى المفاوضات ثمارها عندما يقر كل
طرف بأن لدى الطرف الآخر مخاوف مشروعة، وفى حالة الدورى الأمريكى
للهوكى (سأ+لا)، كان يجب على كلا الطرفين - الملاك واللاعبين - تبنى
وجهة نظر أكثر تنوعا على مائدة المفاوضات - والا قام المشجعون فى جميع
أنحاء أمريكا بشىء آخر بدلا من مشاهدة مباريات كرة القدم الأمريكية
للمحترفين فى الخريف التالى ". ا
إن الفروق الدقيقة تعد مفهوما مهما يجب تذكره وسط الخلافات، وفى
معظم حالات الجدال، تكون اختلافاتنا مع الآخرين أكثر دقة مما نسمح

الصفحة 132