كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الآخرين في العصر الرقمي

156
المهم أن تعامل الآخرين بالروح نفسها التى كنت ستعاملهم بها لوكانوا أمام
ناظريك. يقول "فينارتشوك " عن إمبراطوريته المتنامية: 'أ إننا نتحدث مع كل
فرد وكأننا ننوى الجلوس بجانب ذلك الشخص فى منزله فى تلك الليلة على
العشاء"70 إنها وجهة نظر مناسبة؟ فهى تضع أعباء المسئولية حيثما يجب ا ن
تكون بشكل مناسب - على كاهل مرسل الرسالة.
وفى الوقت الحالى، فإن الخطأ الذى يقع فيه الكثير من الناس هو وضع
أعباء المسئولية كاملة على كاهل مستقبل الرسالة، إننا نستخدم استجابات
وردود أفعال الآخرين كمقياس وحيد يحدد ما إذ ا كنا نتبع أسلوبا مناسبا أ و
نترك انطباغا جيذا، أم لا 0 فهذه خطوة خطرة من جانبين.
اولا: من الممكن أن يؤدى هذا إلى الكسل فى التفكير فى دور الدوافع فى
التواصل الفعال، واذ ا كان الحصول على استجابة عظيمة هوالمقياس الوحيد
للتواصل، فاننا سنتحول عندئذ بكل لممهولة إلى مضيفين، أو محرضين، أ و
سماسرة منتجات، يقتصر تفكيرنا على الحيلة التالية التى ستجذب انتباه
الآخرين، إن قيمة الصدمة التى تصيبنا تساوى القليل مقارنة بالاهتمام
بالتواصل الصادق.
ثانيا: من الممكن أن تكون الاستجابات مخادعة، وخاصة فى البد اية. وربما
تؤدى إحدى التغريدات على موقع تويتر إلى جلب الكثير من عمليات المشاركة
بتلك التعريدة على نطاق واسع، ولكن هذا لا يعنى أن الأشخاص الذين
يعيدون بث رسالتك إلى الآخرين، قد تحولوا إلى أصدقاء لك أو معجبين
بك 0 فربما يفكرون فى شخص آخر ربما يستفيد من تلك الرسالة، أو ربما
يريدون التفكير فى المنتج، والأسوأ من ذلك، أنهم ربما يفكرون فى شخص
ما قد يشاركهم الضحك عليك أو التهكم منك بسبب افتقارك إلى المعرفة،
أو الصدق، أو اللباقة، وربما تؤدى حملة تسويق عبر الإنترنت إلى تصاعد
حركة المرور فى الموقع، أو ربما تسبب حملة فى وسائل الإعلام المطبوعة إلى
إحداث ضجة صحفية، ولكن رجال الأعمال العقلاء يدرفون أن هذا لا يعنى
بناء العلاقات أو توطيد أواصرها.

الصفحة 156