كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الآخرين في العصر الرقمي

171
كان أ'هنرى إيرفينج " يروى قصة د "مارك توين ". وبعد المقدمة، طرح
"إيرفينج" على "توين" سؤالا يقول: "إنك لم تسمع هذه القصة من قبل،
أليس كذلك؟ ". وأكد له 21 توين'أ أنه لم يسمعها من قبل، وبعد قليل سكت
2"إيرفينج" مرة أخرى، وطرح السؤال نفسه، واجاب 21 توين" بالإجابة نفسها.
وعندما اقترب "إيرفينجا 2 من ذروة القصلة، قطع حديثه مرة أخرى، وقال:
"هل انت متأكد تماما من أثك لم تسمع هذه القصة من قبل؟ "0
وكانت المرة الثالثة لا يمكن احتمال! ا بالنسبة للمستمع - 21 توين".
وعندئذ رد "توين " هذه المرة قائلا: "يمكننى أن أكذب مرتين على سبيل
المجاملة، ولكنى وضعت خطا فاصلأ هنا، ولا يمكننى الكذب للمرة الثالثة
بأية حال من الأحوال. إننى لم أسمع هذه القصة فحسب، بل إننى ابتكرتها
أيضا 3011
كان من الممكن أن يشعر "توين" بالسعادة لتركه المفارقة الفريبة تمر
دون أن ينطق كلمة عن الحقيقة الفعلية. هل كان يهمه بالفعل أن القصلة
كانت قصته طوال الوقت؟ لا. لقد كان يشعر بالسعادة لأن القصة تعمل بشكل
جيد على إثراء الحديث، ورغم انه استسلم فى النهاية - ومن يستطيع أ ن
يلومه على هذا؟ - فإن هذه القصة المسلية توضح أنه ليس من المهم من يحوز
الشمرف على شىء ما طالما أن هذا الشىء ينفع كل الأطراف المعنية0
وتتأصل فى مبدا التخلى عن الفخر إلى شخص آخر هذه الكلمة التى
استخدمناها بالفعل: 11 المعاملة بالمثل أ'0 إننا لا نعطى لكى نحصل على فائدة
معينة من أية علاقة، ولكننا نعطى بالفعل لكى نعزز العلاقات - وعند القيام
بذلك، فإننا نعرف انه ستكون هناك مكافات. فالمعاملة بالمثل هى منتج فرعى
لعلاقة يتشارك فيها شخصان الشعور بالأفراح والأتراح، وهناك حكمة تقول:
"إن المشاركة تضاعف الأفراح، وتخفف الأتراح ". وفى العلاقات الحقيقية
الصادقة، يبحث الأصدقاء عن طرق لمكافأة أصدقائهم. فما الذى يمكن أ ن
يحدث لو انتشرت هذه الروح فى العلاقات داخل إحدى الشمركات، أو فى
موضع معين من السوق، او حتى عبر سلسلة كاملة من القيم؟

الصفحة 171