كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الآخرين في العصر الرقمي
172
هناك شيئان مؤكدان: (1) سوف يستمتع جميع المشتركين فى العلاقة
بحياتهم كثيزا، و (2) سوف يكون النجاح أكثر احتمالا بفضل حدوث التعاون
بشكل طبيعى، ونحن نمتلك قوة نشر هذه الروح فى العلاقات فى الوقت
الحاضر أكثر من أى وقت مضى.
وعلى المدى الطويل، فليس هناك أحد يتذكر أشياء من قبيل: صاحب
الفكرة، أو الشخص الذى تكلم اولأ، أو الشخص الذى بادر بتحمل المخاطرة،
إلا الشخص نفسه الذى قام بالفعل، ولا يتذكر الناس إلا الشهامة، ومن
المفارقات الشيقة أنه كلما تخليت عن ادعاء الفخر عن شىء قمت به، كئر
ذكرك بين الناس، وزاد ما ينسب إليك من فخر وشرف فى الواقع0
قال الرئيس الأمريكى "رونالد ريجان " ذ ات مرة: "إن ما أرغب فيه بالفعل
هو أن أدخل التاريخ على أننى الرئيس الذى جعل الأمريكيين يئقون بأنفسهم
مرة أخرى ". ومن هذا الاستشهاد وحده يمكننا القيام بتحليل دقيق إلى حد
ما لشخصية هذا الرجل. لقد كان مشتركا فى اللعبة، حتى يستطيع الآخرون
تحقيق الفوز، وكانت أهد افه السياسية تدور حول الارتقاء بالأشخاص الذين
يخدمهم من موقعه، والعمل على نجاحهم.
وربما يكون أفضل ما يرمز إلى شخصية "ريجان'' هو الاستشهاد الموجود
على اللوحة التى تعلو طاولة المكتب البيضاوى. يقول هذا الاستشهاد: ''ليست
هناك حدود تقيد قدرة الإنسان على القيام بما يمكنه القيام به، أو تمنعه
عن الذهاب إلى المكان الذى يستطيع الذهاب إليه، عندما لا يهتم بمن يحوز
الشرف والفخر"30
وكثيرا ما تكون هذه هى الحال بالنسبة للاشخاص المؤثرين، فهم يسعون
وراء نداء سام، وشىء يتجاوز اى دوافع سياسية، أو بيروقراطية، أو ذات
توجهات نحو النجاح تتسبب فى إعاقة الآخرين. وكان 2 اريجان" يرفض
التعليقات التى تدور حول مآثره بملاحظة ظريفة تقول: ''إننى لن أكون حيا
لكى أسمع ما يقوله العلماء والمؤرخون عنى". وهذا ما جعل الكثيرين يحبونه
كإنسان وقائد، فقد كان يعيش ويقود مع الاستسلام الدائم أمام الخير العام
لبلاده، وكان يقوم بذلك عن طريق اتباع طرق غير تقليدية تماما. هذا هو