كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الآخرين في العصر الرقمي
176
فى مقابلة له مع قناة " إى إس بى إن" الرياضية بعد المباراة، اعترف
"جالاراجا" بأنه ل! يكن يعلم ماذا ستعلن صفارة الحكم. فقد كان كل تركيزه
منصبا على الإمساك بالكرة، واخراج اللاعب المنافس، واعترف بأنه شعر
بالإحباط، ولكنه اعترف أيضا بأن اللاعب المهاجم ربما يكون قد وصل إلى
القاعدة بطريقة صحيحة. لقد كان عصبئا ومثازا 0 وكانت حدة الموقف تعنى
أنه كان مضطزا إلى الاعتماد على حسن تقدير الحكم0
ورغم ذ لك، فقد شاهد "جالارا جا" إعاد ة المبارا ة، وعرف أن مبارا ة مثالية
سلبت منه. ومع ذلك، فقد استطاع بطريقة ما، أن يقول للحكم عندما تكلم
معه: ا ا إننى أعلم أنه ليس هناك إنسان مثالى'أ. وعندما رأى اسف "جوش! ''،
عرف أنه كان أمام خيارين: إما أن يزيد من آلام "جوش! "، أو يرى الأمور
من وجهة نظره. ولقد دفع هذ ا التأمل "جالاراجا" لأن يحتضن "جوش! " لكى
يهدئ من روعه 0 ولم تكن هذه عاطفة مصطنعة لالتقاط الكاميرات، لقد كان
"جالاراجا" يشعر بالإحباط بالفعل، إلى جانب شعوره بالتعاطف الصادق
نحو ''جوش! ". وخلال المقابلة التى تلت المباراة، كان "جالاراجا" يرد على
الأسئلة والموقف دائما بأكبر قدر من النبل 0 إنه لم يحاول أن يظهر الحكم فى
صورة الشخص الشرير، لقد أظهر تواضغا ورؤية ثاقبة للامور، وهما أصل
التعاطف0
وفى عصر يركز على الترويج للذ ات، ومحاولة التأثير على الآخرين، فإننا
نادرا ما نقضى وقتا فى التفكير فى المشاعر التى ربما يشعر بها أى شخص
آخر فى موقف معين.
لم يكن هناك أحد فى عالم الرياضة ليلقى باللوم على "جالاراجا" لوكان
قد قام بتمزيق الحكم أمام شاشات التلفاز. فمن ذا الذى كان من الممكن
أن يهمس بكلمة لوكان الرامى قد استغل مقابلة تليفزيونية مهمة لكى يدمر
سمعة "جوش! ا 2؟
ولكن "جالاراجا" لم يفعل شيئا من هذا القبيل، حيث كانت تعليقاته تدور
حول المشاعر التى ربما شعر بها الحكم أو التى ربما يشعر هو بها، مع التسليم
بأنه ليس هتاك إنسان مثالى. إننا نعجب من هذ ا النوع من ردود الأفعال ة لأنه