كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الآخرين في العصر الرقمي

184
كتب المؤلف والمستشار السابق فى الأمور الزوجية والعائلية، "جون
إيلدريدج " يقول: "ماذ ا يحدث لوكانت هذه الرغبات القوية الكامنة فى قلوبنا،
تخبرنا بالحقيقة، وتكشف لنا عن الحياة التى يفترض بنا أن نحياه"'10 قد
يرد البعض بأن لدى كل إنسان: مسارين واحذا للخير وآخر للشر0
إننا جميعا - مع التحلى بالمثالية فى قلوبنا، وتفضيل تقديم أنفسنا
للاخرين بأفضل صورة ممكنة - نميل إلى التفكير فى الدوافع التى تبدو
جيدة. وعندما نقدم فرصة للاخرين لكى يقوموا بالمثل، ولا نفترض أ ن
دوافعهم تدور حول الأنانية أو الخداع، فإننا نسمح لهم بزيادة شعورهم
الخاص بالقيمة الذاتية عندما يتجاوبون معنا. إننا نتيح لهم أن يثبتوا لنا
بأننا محقون بشأنهم.
وتبرع شركات الإعلانات فى الوقت الحاضر فى تطبيق هذا المبدأ على
نحو رائع للغاية، فلتنظر إلى حملات المنتجات الصديقة للبيئة كحملة شركة
مستحضرات ''دوف للتجميل " بشأن الجمال الحقيقى، والمنتجات الأخرى
التى تجعل المشترى (أو الشركة) نبيلا فى دوافعه، وتوظف المؤسسات غير
الربحية أيضا هذ! الأسلوب التكتيكى، وتستخدم وسائل الإعلام الاجتماعية
للترويج لرسائلها بهذه الطريقة، وهى طريقة تحقق النجاح لأن معظم الناس
سوف يتفاعلون بشكل إيجابى مع عروضك، عندما يشعرون بأنك معجب بهم
لأنهم يتحلون بالأمانة، والإيثار، والعدل.
ذ ات صباح أثناء تناوله طعام الإفطار، علم أستاذ إدارة الأعمال بجامعة
سان فرانسيسكو - أ'ديفيد باتستون'' - أن أحد مطاعمه المفضلة فى منطقة
خليج سان فرانسيسكو، كان يستخدم اسلوب العمل بالسخرة، ولقد كشف
المقال الصحفى الذى يتناول هذا الموضوع التفاصيل البشعة لكيفية إجبار
المطعم لموظفيه على العمل فى ظل ظروف قاسية، عن طريق تهديدهم بكشف
وضعهم كمهاجرين غير شرعيين.
لقد لفتت القصة انتباه ''ديفيد" فجأة، وأشعلت حماسته لكى يبدأ حملة
باسم "ليس للبيع أ'، وهى تسعى - ضمن أشياء أخرى - إلى الكشف عن
السخرة المعاصرة فى المجتمعات والشركات فى جميع أنحاء أمريكا0

الصفحة 184