كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الآخرين في العصر الرقمي

230
إن القليلين منا هم من يأخذون وقتا لمنح الآخرين فرصة لإنقاذ ماء
وجوههم، فنحن نضرب عرض الحائط بمشاعر الآخرين، ونمضى فى
سبيلنا الخاص، ونتصيد الأخطاء، ونصدر التهديدات، وننتقد أى شخص
أمام الآخرين سواء كان هذا الشخص طفلا صغيزا أو موظفا لدينا، وهذا
رغم أن لامكاننا التفكير بكلمة أو اثنتين، ومراعاة مشاعر الآخرين، وننحيها
جانبا - القيام بأى شىء يخفف من وقع الكلام، إلا أن معظمنا لا يأخذ الوقت
للقيام بهذا 0
وبالنسبة للقادة، ما الذى يمكن أن يغرسه هذا السلوك المتبلد فى
الأشخاص المحيطين بنا؟ إنه الخوف من الفشل، فاذا كنا نعرف أننا سنواجه
التحقير والحط من شأننا نتيجة الإخفاقات التى نتعرض لها، وربما تم ذلك
بشكل علنى، فهل سنقدم على أية مخاطر فى عملنا؟ وهل سنحاول أن نكون
مبدعين أو مبتكرين فى عملنا؟ وهل سنفصح عن أية أفكار أو آراء خاصة
بنا؟ إننا على الأرجح لن نفعل ذلك.
إلا أن الفشل هو جزء يومى من حياتئا - فى المنزل، وفى العمل، وفى كل
مساعينا وأعمالنا، حتى إن المجلة العريقة هارفارد ليزنس ريفيوخصصت
عددها الصادر فى شهر إبريل 1 1 20 بكامله لهذ ا الموضوع. فماذا كان عنوان
الغلاف والشعار؟ "عدد الفشل: كيف تفهمه، وتتدلم منه، وتتعافى منه". ولم
يرد فى العنوان ذكر لكيفية تحاشيه0
وبالطبع فنحن ندرك بغريزتنا أن الفشل أمر حتمى، فلماذا لا نكون أكثر
دعفا حين يعانى أحدهم الفشل؟
كانت هناك موظفة تنفيذية بإحدى شركات الإعلام الكبرى مسئولة عن
إصدار مجلة جديدة، وقد أنفقت ما يعادل عاما من الوقت والجهد والموارد
فى محاولة إصدار المجلة الوليدة، ولكنها لم تصدر مطلقا، وفى النهاية كان
لا بد من إلغاء إصد ار المجلة.
أما المدير التنفيذى للشركة، والذى كان بإمكانه فصل تلك المسئولة أ و
إبعادها لفشلها، أو أن يجعل منها عبرة لفيرها، فقد وفر لها شبكة إنقاذ
نفسية، مما مكنها من حفظ ماء وجهها. ''لقد قام الرئيس التنفيذى فى

الصفحة 230