كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الآخرين في العصر الرقمي
245
بينى وبين أمه وانتقل هو إلى دالاس، بولاية تكساس مع والدته، وقضى معظم
سنوات دراسته فى فصول دراسية خاصة بمن يعانون بطء التعلم، ولبدو أنه
بفعل الندبة التى فى رأسه، رأى مسئولو المدرسة أن لديه إصابة بالمخ، وأنه لا
يستطيع العمل بالمستوى الطبيعى. لقد كان متخلفا عن فئته العمرية بعامين،
ولذا فقد كان فى الصف السابع، إلا أنه لم يكن يعرف جدول الضرب، وكان
يجمع على أصابعه، وبالكاد كان يقرأ.
لكن بقيت نقطة إيجابية واحدة، لقد أحب العمل على أجهزة الراديو
والتلفاز، لقد أراد أن يصبح فنى صيانة لأجهزة التلفاز، فشجعت هذا فيه
ووضحت له أنه بحاجة للرياضة حتى يتأهل للحصول على دورات التدريب
الفنى، وقررت أن أساعده لكى يتقن هذه المادة، وحصلنا على اربع مجموعات
من البطاقات التعليمية: الضرب، القسمة، الجمع، والطرح. ومع مدارستنا
للبطاقات كنا نضع الإجابات الصحيحة فى رزمة أوراق. وعفدما كان "ديفيد"
يخطئ فى مسأللأ، كنت أعطيه الإجابة الصحيحة ثم أضع البطاقة فى رزمة
بطاقات التكرار حتى لا تبقى أى بطاقات. وكنت أضخم من أمر كل بطاقة يقدم
لها إجابة صحيحة، خاصة إن كان قد أخطأ فى السابقة.
وفى كل ليلة كنا نستعرض بطاقات التكرار حتى تنتهى كل البطاقات، وفى
كل ليلة كنا نضع توقيتا للتدريب على ساعة الإيقاف، ووعدته أنه عفدما يتمكن
من إتمام جميع البطاقات بشكل صحيح فى ثمانى دقائق دون إجابات خاطئة.
فسوف نتوقف عن ذلك الاستعراض اليومى 0 وبدا ذلك هدفا مستحيلأ بالنسبة
د "ديفيد". وفى الليلة الأولى استغرق الأمر 53 دقيقة، وفى الليلة الثانية 48،
ثم 45، 44، 1 4، حتى ما دون 0 4 دقيقة، واحتفينا بكل نقص فى عدد الدقائق.
فكنت أدعو زوجتى ونعانقه ونرقص جميغا، وبنهاية الشهر كان ينجز جميع
البطاقات فى أقل من ثمانى دقائق 0 وكان عفدما يحقق تحسنا صغيرا، فإنه
يطلب المزيد ليقوم به. لقد تعرف على الحقيقة المذهلة ا! لتمثلة فى أن التعلم
سهل وممتع.
وبطبيعة الحال قفزت درجاته فى مادة الجبر. إن مادة الجبر تكوك سهلة
على نحو مذهل عفدما تتقن عمليات الضرب، ولقد اندصث! من نفسه عفدما
تمكن من الحصول على تقدير "جيد جد"' فى مادة الرياضيات، ولم يحدث
هذ ا مطلقا من قبل، وبالتوازى حدثت تغيرات أخرى مذهلة، فقد تحسنت قدرته