كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الآخرين في العصر الرقمي
250
تصف والدة "بيج آن ميتشيل ماكابى" مغامراتها فى خلق سمعة البنت
الكبيرة لابنتها فتقول:
كانت "بيج ان ميتشيل ماكابى" البالغة من العمر أربع سنوات تجلس على أحد
مقاعد المطبخ حين سمعتنى وأنا أخبر أخاها ذا الست سنوات - "براندون"
- بأنه قد أصبح من مسئوليته الآن أن يرتب المائدة قبل العشاء. بدت "بيج"
متهللة وتكاد تبكى. وقالت: ''ما الذى يناسب سنى فعله يا أمى؟ ما الذى يمكننى
فعله لأننى كبرت أنا أيضا؟ "، ولرغبتى فى عدم كسر خاطرها والتقليل من
شأنها، بحثت سريعا عن شىء يمكنها تحمل مسئوليته.
وتسللت فكرة فى رأسى على الفور. فقلت مفاخرة: " ا أبيج آن ميتشيل "،
أئت الآن فى الرابعة من العمر، وكبرت بما يكفى لتختارى بشكل سليم، إنك من
الآن مسئولة عن اختيار ملابسك فى نهاية كل يوم، ففى كل ليلة وقبل أن تأخذى
حمامك، عليك أن تأخذى ملابسك من الدرج، وتضعيها على السرير لتكون
جاهزة لترتديها فى الصباح عندما تستيقظين ".
عج المنزل بالنشاط.! "براندون " يركز على ترتيب الطاولة، وبيج انطلقت
مباشرة نحو غرفتها. حيث سمعت أدراجها وخزائنها وهى تفتح على عجل
وتغلق، وبعد عشر ثوان جاءت مسرعة لتعطينى تقريرا عن نجاحها فى عملها
فقالت: " اسمعى يا أمى، لقد فعلتها، لقد أخرجت الملابس من الخزانة! تعالى
لترى، تعالى لترى إ" وبالطبع كانت الملابس موضوعة على السرير، وجاهزة
للا ستخد ام. وأخبرتها عن مدى فخرى بها، فقد كبرت الان وأصبح لديها عملها
الخاص لتقوم به، وقد فرحت لذلك.
وفى صباح اليوم التالى، حدثت معجزة فى بيت "ماكابى"0
فى العادة، كان على الأم أن تعانى فى إيقاض! "بيج" من نومها، وتلبسها
ملابسها بصعوبة شديدة. فإذا اخترت التنورة الزرقاء، أرادت هى البنطال
الأحمر. واذ ا اخترت قميصا أبيض بالفراشات، أرادت هى القميص القرمزى
بالورود عليه. وفى النهاية، عندما أستسلم وأتركها تختار ما تريد ارتداءه،
تأخذ الدهر كله فى ذلك. وتبقى "بيج" غاضبة وتنتهى بها الحال إلى الشعور
بالإحبام!.