كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الآخرين في العصر الرقمي
26
ترى، ما الذى منع الرئيس عن التعبير عن خيبة أمله الكبيرة وانتقاده
المبرر؟
لقد كان الرئيس "لينكولن" متواصلأ بارغا، وكان التواضع يظهر فى قلب
كل ما كان يقوله، ولابد أنه رأى أنه لوكان قد بعث بهذه الرسالة، فلربما تحرر
من بعض إحباطه ولكن فى الوقت نفسه لربما أثار استياء الجنرال ''ميد"،
وزاد من إضماف فائدة الرجل كقائد، وقد عرف "لينكولن'' أن 2 اميد" كان
قد تم تعيينه قائذا لجهيش نهر ''بوتوماد" قبل بضمة أيام فقط، وكان يعرف
أيضا أن "ميد'' كان يتمتع بسلسلة من النجاحات البطولية، وبالتأكيد كان
''ميد" يقع تحت ضغوط هائلة، بالإضافة إلى العبء الذى كان يعانيه نتيجة
العلاقة العد ائية بينه وبين بعض هؤلاء الأشخاص الذين كان يتولى قيادتهم،
ولوكان "لينكولن" قد نحى مثل هذه التفاصيل جانبا، وأرسل له خطابه، فانه
بالتأكيد كان سيفوز فى المعركة الكلامية، ولكنه كان سيعانى الخمهمارة فى
حرب التأثيرء
هذا لا لعنى أن الجنرال ''ميد" لم يكن يسقحق أن يتم إبلاحمكه بخطئه،
ولكنه يعنى انه كانت هئاك طريقة غير فعالة وأخرى فعالة لتبليغه بخطئه.
وفى النهاية نقل ''لينكولن" إلى "ميد'' شعوره بخيبة أمله، ولكنه فمل ذلك
بأسلوب محترم، فإنه باختياره الامتناع عن إرسال الخطاب اللاذع، اختار
"لينكولن'' الحفاض! على تأثيره بل والزيادة منه على "ميد"/ والذى الهمتمو
ليصبح قوة للصالح العام فى مسقط رأسه فى مدينة فيلادلفيا حتى وفاته
فى عام 1872.
ويبدو أن '2 لينكولن " كان يعرف - ربما أكثر من أى رئيس أصريكى آخر هنى
التاريخ - الوقت المناسب الذى ينبفى أن يمسك علهه لسانه! يه، والوقت الذ!
كان فيه الصمت خطأ أخطر من التصريح برأيه، وقى صميم هذه ا! ارة
كان هناك فهم واستيعاب لإحدى أكئر الحقائق الأساسية للطبيعة البهشرية،
فنحن مخلوقات مجبولون على الدفاع عن أنفسنا، ونميل بمفهكل غريزى
للدفاع وتفادى وانكار جميع التهديد ات التى تهدد سلامتنا ورفاهيتنا، ناهيك
عن التهديدات التى تتعرض لها كبرياؤنا.