كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الآخرين في العصر الرقمي
28
كل هذا يحدث بأكبر سرعة ممكنة فى عالم ينتشر فيه أى شىء نتواصل
بشأنه بمجرد نقرة على مفتاح، أو استخدام ميكروفون، أو كاميرا هاتف
بعيدا عن العيان. وقد تعلم الممثل "ميل جيبسون " درسا قاسئا نتيجة تعليقه
المهين العنصرى الذى كان قد تركه على البريد الصوتى لصديقته السابقة
وتم بثه على مستوى العالم، فإن تأئيره العالمى - الذى كان قد اكتسبه من
هوليوود - قد تلقى ضربة مدوية.
وهناك مثال أقل إئارة ولكنه ما زال مدمزا وقع فى يوليو من عام 08 20،
عندما التقط ميكروفون محطة "فوكس نيوز" تعليقات، وفقا لمدونة ملصقة
بموقع محطة "سى إن إنا 2 كان "رجل الدين "جيسى جا كسون " ينوى إلقاءها
فى جلسة خاصة، والتى كانت على ما يبدوتحط من قدر المرشح الديمقراطى
المفترض به الظهور لإلقاء محاضرة عن الأخلاق فى مجتمع السود''.11 ورغم
الاعتذ ار العام د "جاكسون " على الفور، فان تعليقاته قد أحدثت جرحا غائزا
فى تأثيره الوطنى بشأن المسائل المهمة الخاصة بأعضاء المجتمع السود 0
وعلاوة على ذلك، فإنها قد أئارت الشك فى دعمه لسيناتور ولاية إلينوى
"باراك أوباما"، الذى سرعان ما أصبح الرئيس الرابع والأربعين للولايات
المتحدة.
فى حين أن معظمنا يتجنب مثل هذه الزلات المنتشرة على نطاق واسع فى
مواقف التواصل العامة، وقبل أن نستقر إلى الحكم الصادر عن الشخصيات
العامة التى تقع فى هذه الزلات، فإننا سوف نفحص أنفسنا جيدا لنفكر فيما
قد يقوله الآخرون عن أسوأ الأشياء الخاصة لدينا، وينفجر ليصبح منتشرا
على الملا، ولا يزال الأفضل من ذ لك هو أن نتبع دائما مبد أ بسيطا فى تعاملاتنا
مع الآخرين - لا تنتقد، لا تشجب، أو تشك، إننا نعيش فى عصر يمكن للعالم
أن يسمع كلماتنا، وتعتبر فيه المساءلة العالمية أمرا محتملا للغاية حقا، وأيضا
من الممكن أن تلاحقنا فيه كوارثنا فى التواصل لأجل غير مسمى.
ورغم وجود اتجاه عالمى للحرية المطلقة فى الحديث، فليس من الحكمة أ و
الضرورى أن تنتقد الآخرين لتجعل رسائلك أكثرفاعلية، أو أكثر أهمية، أ و
أكثر جذبا للاهتمام، ودرجة استماع الآخرين لك الآن من الأفضل ألا ينظر
إليها بوصفها عبئا أو منحة ولكن باعتبارها مسئولية، وهؤلاء الذين يتقبلون