كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الآخرين في العصر الرقمي
بشكل مباشر أنه عندما تظهر للخصوم أنك تنظر إليهم باحترام، فان هذا
ربما يساعد على حل الصراعات المحتدمة ".
ويحكى "فوللر" عن شجار نشب بين أحد محامى شركة "ماريوت '' وصا حب
احد الفنادق فى أمريكا الجنوبية، عندما تصاعدت حدة إعادة التفاوض
حول الاتفاق الإدارى لتصبح مباراة للصراخ، وبدأ الرجلان الناضجان
الشجار فى غرفة المؤتمرات فى الفندق، واستمر الشجار بينهما بدون تمخل
من المتفرجين، حتى وقع مسدس صاحب الفندق، وارتطم بالأرضية، وأبعد
الاثنان عن بعضهما، وهم يعانيان البغضاء والمشاكل المحتدمة.
ومرت شهور قليلة دون إحراز أى تقدم فى هذا الأمر حتى اقترح أحد
محامى المؤلسسة واثنان من المديرين التنفيذيين فى الشركة أن يقوم رئيس
شركة "ماريوت" بزيارة لمالك الفندق. يصف "فوللر" ما حدث كالتالى:
لقد سافرت بالطائرة إلى مسقط رأسه، وقضيت يومين فى السفر معه، وزيارة
مشروعاته، ولثاول العشاء فى ناديه، واختلطت بأصدقائه 0 وبينما كنا نتعرف
على بعضنا بعيذا عن تعاملات العمل، تزايدت درجة الاحترام المتبادل بيننا0
ولقد أتاحت لى فرصة رؤيته من زاوية مختلفة تبرز قوة التزامه نحبى موظفيه،
وعائلته، ومجتممه. إن الاختلافات الكامنة فى الأعماق لم تجد حلا، ولكننى
أدركت أنه كان يستحق الاحترام لما هوعليه، وما قام بإنجازه. وبعد أسبوع من
مغادرتى، توصلفا إلى اتفاق وترضية مع صاحب الفندق.8
إن التأكيد على الأمور الجيدة - كما هى الحال مع كل مبدأ ورد فى هذا
الكتاب - ليس مقصورا على الأشخاص ذوى المناصب الرفيعة فى اللحظات
الفارقة فى التاريخ البشرى، إنه شىء لأجل هذا العصر الذى كثيرا ما تكون
فيه روح التواصل أقل تبجيلا، فمن المنصة السياسية إلى الوسائل الرقمية
إلى مائدة الاجتماعات، يفوز الشخص الذى يتكلم بروح التعزيز والدعم
بشكل محترم، وغير مبالغ فيه، مع الكثير من الأصدقاء، ويؤثر على الكثير
من العاملين معه نحو تحقيق مزيد من التقدم، مقارنة بالشخص الذى
يتواصل بأسلوب يحمل الانتقاد، والإدانة، والاستعلاء.