كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الآخرين في العصر الرقمي

47
لقد كان "إيمرسون" وا بنه يقكران فيما لرغبان فيه فح! مثب - وضع العجل
فى الحظيرة حتى يستطيما تناول طمام الغداء، ولكن العجل الذى كان يأكل
العشب الأخضر بسعادة، كان قليل الاهتمام بالرجوع إلى حظيرة مظلمة،
ضيقة، تقيد خياراته فى الغداء، وهذا ما كان يحدث، حتى ظهرت الخادمة
التى قدمت له إصبعها، وذكرته بأن هناك بعض اللبن فى المستقبل.
إنه تشبيه ممتاز؟ لأنه يذكرنا بفكرتين أساسيتين كثيرا ما نتجاهلهما عند
محاولة اللاثير على الآخرين.
يتطلب التأثير حدسا أكثر من الذكاء. فالتناقض الحاد بين
''إيمرسون" اللامع وخادمته المتواضعة لم يكن من ناحية اختلاف
القدرة العقلية. ورغم ان "إيمرسون" كان أكثرهما تعلما، فان
الاختلاف بينهما كان فى الحدس. لقد كانت الخادمة تمتلك ما
يفتقده "إيمرسون" 0
إن الراى العام العالمى يميل إلى أن ينسب التأثير، صراحة، إلى الأشخاص
الذين يحملون المناصب الرفيعة التى تتطلب درجة أكبر من التعليم والأهلية
- الرؤساء التنفيذيين، ورؤساء الأقسام، والأطباء، وأصحاب المليارات. إننا
نفترض ان مفل هؤلاء الأشخاص يمكنهم تحريك جماعات من الناس بمجرد
كلمة أو إشارة من إصبع، ولكن كما أشار "جاى كاواساكى"، أحد المبتكرين
الرئيسيين السابقين فى شركة 12 أبلأ ا: " إذا لم يكن الشخص يتمتع بعلاقة
قوية مع الناس، فلن يكون له كثير من التأثير عليهم " 30
والحقيقة هى أن مفل هؤلاء الأفراد الأجلاء يحظون فقط بظروف
فوق متوسطة للتأثير، بينما لا تختلف طريقة الفوز بالتأثير لديهم عن أ ى
شخص اخر. إن التأثير لا يكترث بالتعليم أو الخبرة؟ بل إنه يرافق فقط
الشخص الذى يضع مكانته جانبا - سواء كانت عالية وعظيمة، أم منخفضة
ومتواضعة - ويضع نفسه مكان الشخص الآخر، ولكى لحدث هذا، يحتاج
الأمر إلى قدره فطرية وماهرة على قراءة ما تحت سطح التفاعل 0 كتب
"أنطوان دو سانت أكسوبيرى" ذ ات مرة يقول: "إن الأمور الأساسية تختفى

الصفحة 47