كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الآخرين في العصر الرقمي
52
ناجحة. إن كلماته تذكرنا بأنه لا يمكن لأية إستراتيجية للحملات الواسعة،
أو للتواصل الفردى أن تكتسب التأثير، إلى أن تتواصل هذه الإستراتيجية مع
جوهر الناس، إنه مبدأ أساسى فى كل الجهود التى تبذلها من أجل التأثير
على الآخرين، سواء كان جمهورك يتمثل فى طفل يبلغ الخامسة من الممر،
أو خمسة آلاف موظف.
ذ ات مرة روى وزير سابق للتعليم فى الولايات المتحدة الأمريكية كيف أنه
لم يتعلم هذا المبدأ الأساسى للانخراط إلا بعد عامه الأول فى العمل.
لقد كان يشمر بالارتياح حيال ما يحرزه من تقدم، لقد كان جريئا، يخرج
ويلقى الخطب وكان الناس يصفقون له ويبتسمون، وكان يحضر العديد من
حفلات العشاء، والاجتماعات المترفة، وكان يبدو أن كل الأمور تسير سلسة
بلا أية مشاكل. ولكن إلى أين؟
بينما كان هذ ا الوزير فى منزله فى أعياد رأس السنة ولديه بعض الوقت
للتفكير، أدرك أنه رغم ما حققه من ظهور، وما أبداه من إنجازات واعدة،
فان إدارته ظلت على حالها، دون أى تغيير حقيقى 0 فهناك خمسة آلاف
موظف يأتون فى مواعيدهم، وينجزون الأعمال المنوطة بهم، ويعودون إلى
منازلهم. لقد كان هناك حركة، ولكنها كانت حركة لا تكاد تذكر؟ هذا إ ن
تحرك أى شخص داخل أو خارج جدران المكاتب فى الأساس.
وأراد الوزير أن يفهم السبب. وعلى مدار أول شهرين فى السنة التالية،
قضى الكثير من الوقت مع المسئولين الذين يديرون وزارة التعليم بالفعل-
العاملين فى مجال الخدمات المدنية المهنية، الذين يمضون فى طريقهم إلى
الأمام بغض النظر عن نوعية الحزب السياسى الذى يقيم بالبيت الأبيض0
لقد أدرك الوزير أنه رغم جلوسه فى حجرة قيادة السفينة، وقيامه بإدارة
الدفة، فان الدفة لم تكن مرتبطة بأى شىء فى الأسفل، وبما أنه لا يمتلك
سلطة توظيف أو إقالة أى شخص من مناصب الخدمة المدنية، يصبح الطريق
الوحيد الذى يستطيع من خلاله التأثير نحو إحداث تقدم إيجابى فى إدارته
هو بجذب الموظفين إلى صفه، وكانت المشكلة هى أنهم يرون السياسيين يأتون