كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الآخرين في العصر الرقمي

59
إن الحرص على المصلحة الش! صية ليس شيئا يحتمل أن يغيره المرء.
إنه حقيقة تشبه الجاذبية الأرضية، فنحن نولد مع ميول فطرية نحو الكر
أو الفر، بمعنى أن مجموع كلماتنا وأفمالنا يتجه نحو الحفاظ على ذواتنا.
ورغم ذلك، فإننا كثيزا ما ننسى التفكير فى نوعية الشخصيات التى نحاربها
بالفعل، أو الأماكن التى نضر إليها.
ولو تخلينا عن يقظتنا، فمن الممكن أن يتحول دفاعنا عن النفس إلى
احتجاز للنفس، مما يعوقنا عن التفاعل الهادف، وفى بعضى الحالاصظ، يو! ضط
مسيرة تقدم علاقاتنا الشخصية تماما0
ولوتخلينا عن يقظتنا، فربما يكون المكان الذى نفر إليه هوجزيرة منعزللأ
مهجورة.
ومثل مدينة ا"طروادةأ' التى تحولت جدران دفاعها القوبلأ إلى أكبر سبب
لهلاكها، فمن الممكن أن نعزل أنفسنا حتى نصل إلى درجة عق! العلاقات
الشخصية.
كتب '"لفريد أدلر''، المعالج النفسى النمساوى الشهير يقول: "إن الضرد
الذى لا يهتم برفاقه فى الإنسانية، هو الذى يواجه اشد الصثعوبات فى
الحياة، ويتسبب فى أكثر الجروح إيلاما للاخرين، ومن مثل هذه النوعيلأ من
الأشخاص سشأ كل الأخطاء البشرية ".
إن المقولة السابقة جريئة للغاية، ولكنها تحمل بين طياتها ايحقيقة، إ ن
الأخطاء البشرية، على اختلاف أشكالها ودرجاتها - من ميادلين القتل فى
كمبوديا إلى انهيار بنك ليمان براذرز الأمريكى - هى نتاج لأشخاص ليتمون
بأنفسهم فحمشه، ولا يلقون بالا لأى أضرار لصيب الآخرين.
إن هذه امثلة متطرفة، ولكن الأمور التى تحدث فى الحياة اللومية تفير
القدر نفسه من الاضطراب، فالمستشار العام الذى قبض عليه وهو يتقى
الرشموة، لم يكن يفكر ابدا فى حاملى الأسه! أ الذين كالوا يعتمدون على هذه
الأوراق المالية في أجل تقاعدهم، ولاعب القوى المحترف الذى كان لهتناول
المنشطات لتحسين الأداء، لم يفكر أبدا فى أن أفعاله سموف تلقى بظلالها على
رفاقه فى الضريق، أو فريقه فى المستقبل، أو الرياضة التى يزصكلم أنه يه!

الصفحة 59