كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الآخرين في العصر الرقمي
73
فى صورهم، والذين لا يبتسمون، ثم يضعون خريطة للصور تبعا لذلك.
وكان يمثل لكل طالب بعقدة، وكان كل خط بين عقدتين يشير إلى أن الأفراد
المتواصلين يرتبطون فى صورة معا. كان الطلاب المبتسمون (والمحاطون
بأشخاص مبتسمين فى شبكتهم) يلونون باللون الأصفر. وكان الطلاب
العابسون (والمحاطون بأشخاص لهم الملامح نفسها) يلونون باللون الأزرق.
وفى النهاية، كانت العقد الخضراء تشير إلى مزيج من الأصدقاء المبتسمين
وغيرالمبتسمين.
ولقد أظهرت الخريطة بشكل واضح مدى قوة تجمع العقد الصفراء
(الأشخاص المبتسمين)، والعقد الزرقاء (الأشخاص العابسين)، مع
التأكيد على أن المجموعات الصفراء كانت أكبر حجما وتعدادا من الزرقاء.
علاوة على ذلك، كان يبدو ان غير المبتسمين "يقعون على هامش شبكاتهم
الاجتماعية ''، بشكل أساسى على حافة الخريطة.
ولم يثر هذ ا دهشة "كريستاكيس" و "فوللر'' اللذين أشارا قائلين:
إن التحليل الإحصائى للشبكة يظهر أن الأشخاص الذين يبتسمون يميلون
إلى الفوز بعدد أكبر من الأصدقاء (حيث يعطيك الابتسام معدلأ متوسطا
يتمثل فى صديق إضافى، وهذا معدل جيد جذا إذ ا أخذنا بعين الاعتبار أ ن
الناس يحتفظون بستة أصدقاء مقربين فقط). ولا يقتصر الأمر على ذلك
فحسب، ولكن التحليلات الإحصائية تؤكد أن المبتسمين يمثلون محورا بالغ
الأهمية بالنسبة لشبكاتهم الاجتماعية مقارنة بغير المبتسمين. بمعنى، أنك
إذ ا ابتسمت، تقل احتمالات ان تصبح على هامش العالم الإلكترونى.
وفى فرضياتهما النهائية بعد ملاحظة العدد الكبير والدائم لمجموعات
العقد التى تحيط بالمبتسمين، والعقد المتناثرة والبعيدة حول العابسين، فقد
كتبا يقولان: "إن الحال تسير على هذا النحؤ سواء كنت متصلا بشبكة
الإنترنت أم لا، فانك عندما تبتسم، يبتسم العالم معك" .. ا
وهناك سبب بسيط وراء هذه الظاهرة: عندما نبتسم، فإننا نتيح الفرصة
أمام الآخرين لكى يعرفوا أننا نشعر بالسعادة فى التواجد معهم، ولقائهم،
والتفاعل معهم. وهم بدورهم يشعرون بمزيد من السعادة عند التعامل